تماماً كما يعاني برها من اهتراء الخدمات، يحتضر بحرها بعد أن ضرب التلوث بيئته وكنوزه من شعب مرجانية وأسماك في مقتل. ومهما اختلفت الأقوال والتبريرات حول هذا التلوث، أو نفاه البعض، فإن تلوث بحر جدة وشطآنه حقيقة لا تخطئها العين، فالمتنزهون على الكورنيش كانوا يلحظون تفريغ حمولات الصرف الصحي عبر أنابيب ومصبات تقذف بالمياه الآسنة إلى البحر مباشرةً، تنبعث منها روائح كريهة، فيتحول لون المياه الزرقاء إلى لون آخر تماماً. أما الشعب المرجانية التي يتوافر عليها البحر الأحمر بكمياتٍ مهولة، فقد تدمر جزء كبير منها - وفق خبير بيئي - بفعل عمليات الردم والحفر والتجريف، وبناء الكورنيش، علاوةً على مخلفات الناقلات البحرية التي ترسو في الميناء فتحدث بذلك إخلالاً كبيراً في التوازن المائي. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أنهت دراسة حديثة عن تلوث شواطئ محافظة جدة، تناولت خلالها أولويات الرئاسة في كيفية المحافظة على تلك الشواطئ، ومنع تلوثها، والمشاريع المقترح تنفيذها للحفاظ عليها. تضمنت الدراسة وصف البيئة المحيطة وتحليل المشكلات البيئية والحلول المقترحة، خطة الرصد والمتابعة المقترحة لجودة الهواء والمياه الساحلية مع تقارير الحالة البيئية المستقبلية لمحافظة جدة. وأكدت أمانة جدة في وقت سابق إغلاقها 75 في المئة من مصبات مياه الصرف الصحي المخالفة على شاطئ كورنيش جدة وتنظيف الكورنيش وتحسين الوضع البيئي.