قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إنه يخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن خوفها من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية هو للتمهيد للتدخل في البلاد رغم إعلان دمشق المتكرر أنها لن تستخدمها. وقال المقداد في مقابلة مع تلفزيون «المنار» اللبناني التابع لحزب الله إن التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولي مخابرات أميركيين وأوروبيين قولهم إن سورية تجهز أسلحة كيماوية ويحتمل أن تستخدمها «مسرحية». وقال المقداد إن سورية «تؤكد مجدداً للمرة العاشرة بعد المئة إنها إذا كانت تملك هذه الأسلحة فلن تستخدمها ضد الشعب لأنها لا تريد أن تقدم على الانتحار». واستطرد انه إذا فكرت القوى الأجنبية فعلياً في «العدوان» فعليها أن تفكر في العواقب. وعبر عن اعتقاده بأن الثمن سيكون باهظاً وأن على هذه القوى أن تفهم أنها تعرض المنطقة كلها ومحيطها للخطر «إذا ارتكبت هذه الحماقة». وقال المقداد إن أعداء سورية قد يعطون «الإرهابيين» أسلحة كيماوية ثم يلقون اللوم في استخدامها على دمشق. وصرح بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيواصل حربه ضد مسلحي المعارضة بالرغم من الضغوط الأجنبية وأن السلطات السورية لن تشغل نفسها بهذه الحرب النفسية وستسمر في معركتها ضد «الإرهاب». وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري مجدداً امس من أن استخدام الأسلحة الكيماوية سيؤدي إلى ملاحقته قضائياً. وقال بان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد انه «في أي حالة كانت، إذا استخدمت الأسلحة الكيماوية فإن من يستخدمها سيلاحق قضائياً». وتابع الأمين العام للأمم المتحدة «لقد عبرت عن مخاوفي للحكومة السورية»، مضيفاً أن استخدام هذه الأسلحة ستكون له «تبعات خطيرة على الشعب». وكان بان كي مون وجه رسالة إلى الرئيس السوري حذره فيها من أن استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون «جريمة مدوية تنجم عنها عواقب مدمرة»، كما قال الأربعاء الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي. وقد سلمت الرسالة الثلثاء إلى السلطات السورية، علماً أن الأمين العام بعث برسالة قبل اشهر إلى الرئيس الأسد حول الموضوع نفسه. وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي جيمس ميلر الذي يزور بغداد أيضاً إن استخدام الأسلحة الكيماوية «خط احمر»، مكرراً بذلك التحذير الذي اطلقه الرئيس الأميركي باراك أوباما. ونقلت شبكة «أن بي سي» التلفزيونية الأميركية عن «مسؤولين اميركيين» قولهم إن الجيش السوري زود قنابل بالمواد الكيماوية المولدة لغاز السارين وينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد لإلقائها من طائرات. وفي حال تأكدت هذه المعلومات فهي تسجل خطوة إضافية على طريق احتمال لجوء نظام الأسد إلى أسلحة كيماوية. وقال المسؤولون لشبكة أن بي سي طالبين عدم ذكر أسمائهم إن القنابل المشحونة بهذه المواد الكيماوية المولدة لغاز السارين يمكن إلقاؤها من عشرات المقاتلات. وشددوا على أن القنابل لم تثبت بعد على الطائرات وأن الأسد لم يصدر بعد أي أوامر نهائية لنشرها غير أن احدهم قال انه في حال صدور القرار «ليس هناك ما يمكن للعالم الخارجي القيام به لوقف ذلك». ونقلت شبكة «سي إن إن» أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأردنية واللبنانية والتركية على تواصل وثيق مع الأجهزة الأميركية لتحديد الخطوات التالية الواجب اتخاذها.