أبدى عدد من سكان حي الشفاء جنوب العاصمة الرياض، استياءهم من تنامي ظاهرة التفحيط وسط الحي، وما تبع ذلك من أضرار نجمت عنه حيث الإزعاج والسرقات في وقت متأخر من الليل. يقول ياسر شراحيلي (أحد السكان): «مللت وغيري من استمرار هذه الممارسات، لم تنفع الشكاوى المتتابعة في حل الأمر»، مستغرباً من تراخي إدارة المرور مع المفحطين والمتجمهرين. ويضيف: «أنا من أشد الناس معاناة في هذا الجانب، خصوصاً أن المتجمهرين يحتشدون أمام منزلي»، موضحاً أن طريق الإمام مالك تحول إلى ساحة للمفحطين، خصوصاً يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع. أما محمد القحطاني فيؤكد أن أحداً من السكان لم يعد يشعر بالأمان، لا على نفسه ولا أبنائه، «إذا غاب المفحطون خرج المتهورون والمستهترون الذين يقودون سياراتهم بسرعة عالية، تتخيل أحياناً أنهم ملكوا الشارع»، مستغرباً وجود مطبات اصطناعية في شوارع عادية وضيقة، وغيابها عن شوارع باتت ميداناً للمفحطين. ويتابع: «ما يلفت الانتباه في الآونة الأخيرة أن مسيرات التفحيط تبدأ في ساعات متأخرة من الليل»، مؤكداً أنه لم يعد يأمن على سيارته أمام منزله، ولذلك يوقفها في شارع آخر. ولا يخفي أبو علي، وهو من السكان القدماء في الحي، أنه سئم الاتصال بالمرور والجهات المختصة أكثر من مرة من دون فائدة، مضيفاً أنه لم يعد في يده سوى السكن في الشقق المفروشة، تفادياً للإزعاج، وخوفاً من الأضرار. ويقول عن بعض المفحطين: «إن لديهم أهدافاً غير أخلاقية، مثل استمالة الأحداث صغار السن والتغرير بهم»، مؤكداً ضرورة تدخل جهات حكومية أخرى، خصوصاً بعد أن ثبت للجميع فشل المرور في معالجة هذه الممارسات منذ عقود. ولا يرى أبو علي بأساً في توفير ساحات وأماكن مخصصة لممارسة التفحيط، «فشلت الجهات الأمنية حتى في تحجيم هذه الظاهرة، ولذلك لا بد من البحث عن حلول أخرى، يأتي في مقدمها توفير أماكن لهواة التفحيط لممارسة هوايتهم القاتلة، على الأقل يرتاح السائقون والأسر والممتلكات من شرورهم». وحتى تنفيذ هذا الاقتراح، الذي يراه أبو علي بعيد المنال، «آمل من كبار المسؤولين في الدولة التنبه لخطورة هذه الظاهرة التي حصدت وما زالت تحصد الأرواح، والعمل على سن قرارات وقوانين تجرم من يمارسها، فلا يعقل أن تزهق الأنفس وتذهب أسر بأكملها ونسمي ذلك حادثة مرورية».