يجمع خبراء سويسريون على أن إعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية، أعطت أسعار الذهب زخماً لافتاً في الأسابيع الماضية يستمر حتى اليوم، إذ إن أونصة الذهب تستقر عند نحو 1730 دولاراً، ما يُعيد التفاؤل إلى المستثمرين الدوليين بعد انقطاع دام نحو سنة. ولم يكن سهلاً بناء توقعات مالية وجيوسياسية دقيقة من شأنها تقديم الضمانات الضرورية للأسواق والمؤشرات المالية، أما اليوم فيعود خبراء الذهب السويسريون إلى التمسك بأسعار ستفوق الألفي دولار للأونصة العام المقبل. ويتوقع خبراء أن تراوح أونصة الذهب بين 2000 و2250 دولاراً خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2013. وعلى رغم أن الأسعار غيّرت اتجاهها مرات عدة، نظراً الى ان الذهب ملجأ آمن للمستثمرين أحياناً، والى خصائص المضاربات المماثلة لتلك التي مورست على اليورو والسلع الأولية أحياناً أخرى، إلا أن الأسعار ستتخذ العام المقبل شكلاً مختلفاً جداً اعتماداً على بارومترات عدة سيكون الدرع الضريبي الأميركي «فيسكال كليف» أحدها. فزيادة الضرائب في الولاياتالمتحدة، إضافة إلى مواصلة قطع الإنفاق العام، معضلة لم تجد حلاً لها بعد، وفي حال تجاهل أوباما معالجة الأمر، يتوقع أن تتراجع حركة شراء سندات الخزينة الأميركية ويتجه الطلب إلى سبائك الذهب في خطوة يعتبرها بعضهم انتقامية. ويشير خبراء مصرفيون إلى أن حركة شراء الذهب في الهند زادت أربعة في المئة خلال الربع الثالث من السنة، كما استعادت أسواق الذهب الصينية انتعاشها لتتخطى حركتها الجارة الآسيوية. ولا شك في أن انتعاش حركة الذهب في الصين، إلى جانب توطيد الاستثمارات في قطاع التعدين وميول المصارف المركزية العالمية إلى زيادة حركة شراء الذهب، ستكون عاملاً ايجابياً حاسماً لتجار الذهب عام 2013. وفي ما يتعلق بكبار المستثمرين السويسريين في قطاع الذهب، فهم يراقبون اليوم سلوكيات المصارف المركزية، ومن ضمنها المصرف المركزي السويسري في مدينة برن، إذ إن احتياطات الذهب في هذه المصارف تراجعت ما بين 15 و25 في المئة خلال سنة تقريباً، كما تراجعت في «المركزي» السويسري بمعدل سبعة في المئة، ما يحض المصارف المركزية على عدم البيع إلا بكميات محدودة، ومواصلة شراء حصص إضافية. وعلى مستوى أسواق الذهب السويسرية، يلاحظ أن صغار المستثمرين باشروا مناورات صغيرة لشراء كميات محدودة من الذهب من دون أن يبيعوا ما لديهم، على أمل ارتفاع الأسعار في الشهرين المقبلين. ويقدر خبراء حركة شراء الذهب في سويسرا حتى نهاية السنة من جانب المستثمرين الصغار بنحو 3.2 بليون فرنك سويسري (3.4 بليون دولار).