أدت موجة امتداد هبوط مؤشر الأسهم السعودية في 10 جلسات متتالية إلى ارتفاع حدة القلق لدى المتعاملين في السوق المالية السعودية في الأيام الأخيرة، فاتجه بعضهم إلى تسييل جزء من محافظهم الاستثمارية للاكتتاب في أسهم شركة دلة للخدمات الصحية، فيما اتجه البعض الأخر إلى عمليات البيع في أسهم شركات المضاربات الأكثر تراجعاً، وإعادة الشركات في أسهم الشركات التي تحقق أرباحاً تشغيلية، وهي الأقل خسارة في الفترة الأخيرة، وتشكل أكثر من 87 في المئة من قيمة السوق، بينما تبلغ مساهمة قطاع «التأمين» 3 في المئة من القيمة السوقية. وكانت أسعار الأسهم المدرجة في السوق السعودية تأثرت سلبياً بتناقص السيولة المتاحة للتداول من جهة، وغياب المحفزات الجاذبة للاستثمار في الأسهم من جهة ثانية، إضافة إلى الضغوط الخارجية المتمثلة في أزمة الديون الحكومية الأوروبية، وتذبذب أسعار النفط، وما لهما من تأثيرات سلبية على الأسواق المالية العالمية والعربية. ونتيجة تراجع أسعار الأسهم، أصبح المؤشر على بعد نقاط عدة، ويكسر حاجز 6600 نقطة، بعد أن أنهى تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 6609.70 نقطة في مقابل 6816.93 نقطة ليوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، بخسارة قدرها 207.23 نقطة نسبتها 3.04 في المئة، وتُعد أكبر خسارة أسبوعية للمؤشر في الأشهر الخمسة الأخيرة، وبحذف الخسارة الأخيرة، تقلصت مكاسب المؤشر منذ مطلع العام إلى 192 نقطة، نسبتها 2.99 في المئة، في مقابل خسارة نسبتها 3.07 في المئة للعام 2011. وأدى تذبذب أسعار الأسهم إلى عزوف بعض المتعاملين عن الشراء، لتتراجع السيولة المتداولة إلى 22.8 بليون ريال (6.1 بليون دولار) في مقابل 25 بليون ريال (6.7 بليون دولار) للأسهم السابق، بتراجع قدره 2.1 بليون ريال نسبته 9 في المئة، وهبط عدد الصفقات المنفذة بنسبة 7 في المئة إلى 563 ألف صفقة، بينما ارتفعت الكمية المتداولة 3.2 في المئة إلى 804 ملايين سهم. وفقدت الأسهم السعودية 39 بليون ريال (10.4 بليون دولار) نسبتها 2.81 في المئة، بعد تراجع القيمة السوقية نهاية الأسبوع الماضي إلى 1.346 تريليون ريال (359 بليون دولار)، في مقابل 1.385 تريليون ريال (369.4 بليون دولار)، جاء ذلك بعد تراجع أسهم 138 شركة، وارتفاع أسهم 11 شركة، واستقرار أسهم 6 شركات عند أسعارها نهاية الأسبوع الماضي. وخالف مؤشر «النقل» اتجاه السوق، وارتفع بنسبة 0.83 في المئة، بينما تراجعت مؤشرات بقية القطاعات بنسبة متباينة، وسجل مؤشر «التطوير العقاري» أكبر خسارة، نسبتها 4.30 في المئة، تلاه مؤشر «الزراعة والصناعات الغذائية» بنسبة هبوط 4.06 في المئة، وحقق مؤشر «الصناعات البتروكيماوية» رابع أكبر خسارة، نسبتها 3.43 في المئة، وبلغت خسارة مؤشر «المصارف» 3.02 في المئة. وتصدرها سهم «سابك» أسهم السوق بقيمة متداولة بلغت 2.5 بليون ريال، نسبتها 11 في المئة، تراجع سعره خلالها إلى 88.25 ريال، بنسبة تراجع 2.22 في المئة، وحقق سهم «دار الأركان» أكبر كمية متداولة، بلغت 84 مليون سهم، نسبتها 10.4 في المئة، تراجع سعره خلالها 5.23 في المئة إلى 8.15 ريال، وسجل سهم «العالمية» أكبر زيادة في السعر، بلغت 16.24 في المئة إلى 68 ريالاً، في المقابل خسر سهم «إيس» 16.97 في المئة من قيمته، هبوطاً إلى 157.75 ريال.