يعيش المتعاملون في الأسواق المالية في الفترة الحالية حالاً من القلق نتيجة متغيرات عدة أثرت سلباً في أسعار الأسهم، فيما يوزع المتداولون في السوق المالية السعودية اهتماماتهم بين المؤشر العام للسوق المالية من جهة، وأداء مؤشرات البورصات العالمية، ومراقبة الاقتصاد العالمي من جهة ثانية، وكانت الجلسات الأخيرة شهدت تراجعاً في الطلب على الأسهم نتيجة تقلص السيولة المتاحة للتداول، وهو أقلق البعض خصوصاً مع دخول الصيف وموسم العطلات الذي يشهد تراجعاً في أداء السوق، وربط بعض المحللين تراجع الأداء والأسعار بتذبذب مؤشرات البورصات العالمية، وأزمة الديون الحكومية الأوروبية، يضاف إليها تراجع أسعار النفط إلى مستويات متدنية مقارنة بالفترة السابقة، وهو ما يؤثر سلباً في أسهم «البتروكيماويات». وبالنظر إلى تحرك المؤشر العام الأسبوع الماضي، نجد تسجيله الخسارة الأسبوعية الرابعة على التوالي، التي جاءت بعد خسائره للأسابيع الثلاثة السابقة بنسب بلغت 4.3 في المئة، و1.68 في المئة، و0.54 في المئة لكل منها على الترتيب، فيما بلغت خسارة المؤشر الأسبوع الماضي 1.22 في المئة، تعادل 86.16 نقطة، ليهبط المؤشر دون 7 آلاف نقطة مجدداً، ويستقر عند 6975.27 نقطة، في مقابل 7061.43 نقطة ليوم الأربعاء من الأسبوع السابق، وبحذف الخسارة الأخيرة، تقلّصت مكاسب المؤشر العام منذ مطلع السنة إلى 8.7 في المئة، تعادل 558 نقطة. ونتيجة تراجع الطلب، أنهت أسهم 109 شركات تعاملات الأسبوع الماضي على هبوط في أسعارها، بينما ارتفعت أسهم 38 شركة، وحافظت أسهم 4 شركات على أسعارها نهاية الأسبوع السابق، لتتراجع القيمة السوقية للأسهم إلى 1.371 تريليون ريال (366 بليون دولار)، في مقابل 1.387 تريليون ريال (370 بليون دولار) بخسارة قدرها 16 بليون ريال (4.3 بليون دولار). وللأسبوع الثاني على التوالي تسجل السوق المالية تراجعاً في معدلات الأداء، إذ هبطت السيولة المتداولة إلى 29.2 بليون ريال (7.8 بليون دولار)، بنسبة تراجع 12 في المئة، فيما تراجعت الكمية المتداولة 7.4 في المئة، إلى 1.56 بليون سهم، نُفّذت من خلال 667 ألف صفقة، بنسبة تراجع 14 في المئة. وخالف مؤشر «الأسمنت» اتجاه السوق الهابط، وارتفع بنسبة 0.68 في المئة، تلاه مؤشر «الطاقة» بزيادة نسبتها 0.51 في المئة، وفي الجهة المقابلة سجّل مؤشر «شركات الاستثمار المتعدد» أكبر خسارة نسبتها 3.78 في المئة، تلاه مؤشر «التطوير العقاري» بخسارة نسبتها 2.67 في المئة، وحقق مؤشر «البتروكيماويات» ثالث أكبر خسارة بلغت 1.75 في المئة، وفقد مؤشر «المصارف» 1.64 في المئة من قيمته، لتتقلّص مكاسبه منذ مطلع السنة إلى 7.4 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات الأسبوع الماضي فكان سهم «زين السعودية» الذي تصدر التعاملات بقيمة متداولة بلغت 3.83 بليون ريال، نسبتها 13 في المئة، من تداول 384 مليون سهم، تمثل ربع الكمية المتداولة في السوق، ارتفع سعره خلالها 6.15 في المئة، إلى 9.50 ريال، فيما سجل سهم «عناية» أكبر زيادة في السعر للأسبوع الثاني، بنسبة بلغت 8.03 في المئة، إلى 47.10 ريال، وسجل سهم «أسيج» أكبر خسارة للأسبوع الثاني أيضاً نسبتها 17.84 في المئة، هبوطاً إلى 28.10 ريال، وحقق سهم «دار الأركان» ثاني أكبر قيمة متداولة بلغت 2.48 بليون ريال، تراجع سعره خلالها بنسبة 2.68 في المئة، إلى 10.90 ريال.