بعد 48 ساعة على إعلان فوز الرئيس باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية، ظهرت نتائج الانتخابات في ولاية فلوريدا لتصب في هذا الاتجاه. وأعلن كبير مساعدي أوباما في فلوريدا الخميس، عن فوز الرئيس في انتخابات الولاية حيث يواجه المسؤولون انتقادات شديدة لسوء تنظيم عمليات فرز الأصوات فيها. وأعلن فوز أوباما في الانتخابات الثلثاء من دون انتظار صدور نتائج فلوريدا بعدما فاز في عدد كاف من الولايات ضامناً أصوات 303 من كبار الناخبين. وقال رئيس الديموقراطيين في فلوريدا رود سميث في بيان: «باسم ديموقراطيي فلوريدا، أود أن أهنئ الرئيس باراك أوباما على إعادة انتخابه وعلى فوزه بأصوات كبار ناخبي فلوريدا ال29». واعترف كبير مستشاري حملة ميت رومني في فلوريدا بهزيمة المرشح الجمهوري في الولاية. وأشار الإعلان الصادر عن حملة رومني والذي نشرته صحيفة «ميامي هيرالد» إلى أن فريقه أقر بالهزيمة. وظهر الرئيس الأميركي في فيديو وهو يمسح دموعه في اليوم التالي لإعادة انتخابه، وهو يوجه الشكر لأفراد حملته والمتطوعين الشبان على العمل الشاق الذي بذلوه. وقال أوباما في الفيديو الذي نشرته حملته وهو يتحدث مع منظمي الحملة في مقره الانتخابي في شيكاغو يوم الأربعاء بعد انتصاره على منافسه الجمهوري: «لدي ثقة مطلقة في أنكم جميعاً ستفعلون أشياء مذهلة في حياتكم». وأضاف أوباما أن أفراد حملته «أفضل كثيراً منه» حين كان منظماً شاباً في شيكاغو في تحقيق الأهداف والتأثير. وقبل أن يظهر عليه التأثر الشديد ويمسح دموعه قال: «أنا فخور بكم حقاً. أنا فخور بكم جميعاً». ورد أفراد حملته بالتصفيق. وبدا أوباما متأثراً أيضاً في المؤتمر الانتخابي النهائي له مساء الاثنين الماضي في أيوا عندما تغيرت نبرة صوته ومسح الدموع من عينيه وهو يتحدث عمن ساعدوه في حملته. اتصالات ومواقف خارجية واتصل الرئيس الأميركي ب13 زعيماً عالمياً لشكرهم على تهانيهم له بإعادة انتخابه رئيساً، ومن بينهم 4 زعماء من منطقة الشرق الأوسط وهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري محمد مرسي ورئيسا الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأصدر البيت الأبيض بياناً أوضح فيه أن أوباما يتلقى منذ مساء الثلثاء الماضي رسائل من نظرائه في العالم لتهنئته بإعادة انتخابه لولاية ثانية. وأكد أن الرئيس الأميركي يقدر كل هذه الرسائل ويتوق للاستمرار في العمل مع القادة لمواجهة التحديات الجدية «التي نواجهها معاً في العالم». وتابع أن أوباما تمكن من الرد على بعض الرسائل شخصياً وهاتفياً، و «في كل اتصال شكر (الزعماء) على صداقتهم وشراكتهم، كما أعرب عن أمله في مواصلة التعاون الوثيق». إلى ذلك، أوصى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز نظيره الأميركي بالتركيز على الأمور الداخلية خلال فترة رئاسته الثانية. وقال تشافيز: «أعيد انتخاب الرئيس أوباما. أتمنى أن يفكر هو وحكومته أولاً بشأن بلده الذي يعاني للأسف من الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. إنه بلد منقسم. إنه بلد مفكك اجتماعياً واقتصادياً يتنامى فيه الفقر يوماً بعد يوم والبؤس وهناك نخبة تستغل البلد والمجتمع وتسممه وتخدعه وتتلاعب به من خلال حرب إعلامية. أتمنى أن يفكر الرئيس أوباما ويكرس نفسه لحكم بلده وينسى أمر غزو الشعوب وزعزعة استقرار البلاد وخلافه». وتأتي تصريحات تشافيز غداة سخرية حليفه المقرب رئيس بوليفيا ايفو موراليس من نتيجة الانتخابات الأميركية، قائلاً إن الولاياتالمتحدة يديرها «أصحاب المصارف ومصانع الأسلحة»، وطالب بمعرفة كيف سيرد أوباما الجميل لمهاجري أميركا اللاتينية الذين صوتوا له في الانتخابات. مطالبات بإغلاق غوانتانامو في غضون ذلك، حضت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس الأميركي على إغلاق معتقل غوانتانامو ووضع حد لغارات الطائرات من دون طيار وعمليات المراقبة غير المرخص لها من قبل القضاء والتصفيات خارج القانون. وبعد توليه الرئاسية في عام 2009 أعلن أوباما أنه سيغلق المعسكر حيث يعتقل المشتبه بهم في الحرب على الإرهاب في غضون سنة، قائلاً إنه يستغل لتجنيد ناشطين ويضر بالأمن القومي الأميركي. إلا أن وعد أوباما اصطدم بمعارضة قوية من النواب وغيرهم من كبار السياسيين الذين رفضوا نقل المعتقلين إلى الأراضي الأميركية أو إجراء محاكمات مدنية لمشتبه بهم رئيسيين في تنظيم «القاعدة»، بالإضافة إلى تردد حلفاء الرئيس أمام خيارات إيواء هؤلاء. ووجهت مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان انتقادات حادة إلى أوباما حول فشله في إغلاق غوانتانامو وحول إبقائه على إجراءات أمنية مشددة أخرى منذ عهد سلفه جورج بوش. وقال المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية الأميركية انتوني روميرو في بيان: «علينا أن نكون مجدداً أمة نعيش فيها بحرية وبأمان في آن». وتابع البيان: «نحض أوباما على إلغاء حالة أمن قومي اعتبرت في ظلها عمليات المراقبة غير المرخص لها وتصفية مواطنين أميركيين بواسطة غارات لطائرات من دون طيار وغيرها من الاعتداءات على حريتنا الشخصية أمراً مقبولاً». من جهتها، نددت منظمة العفو الدولية في بيان شديد اللهجة بسجل أوباما «الكارثي» على صعيد حقوق الإنسان في ولايته الأولى. وكتبت رئيسة منظمة العفو سوزان نوسيل في مجلة «فورين بوليسي» إن «أوباما يلجأ إلى مبدأ الحرب الشاملة على الإرهاب، للالتفاف على المعايير الدولية لحقوق الإنسان وإعادة تفسير الدستور». ودعت نوسيل إلى «بداية جديدة» في مجال حقوق الإنسان. ونددت مجموعات حقوقية بالتشريع الذي تم إقراره ويجيز الاعتقال لفترة غير محددة من دون توجيه اتهام والمراقبة من دون الحصول على إذن من القضاء واستخدام القوة العسكرية ضد القاعدة. كما اعترضت هذه المجموعات على إغلاق ملف التحقيق من دون توجيه الاتهام في وفاة اثنين من المعتقلين تعرضا لوسائل استجواب مشددة في سجون سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في الخارج بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأقام اتحاد الحقوق المدنية الأميركية دعوى على الحكومة حول رفضها الكشف عن الأساس القانوني الذي يبرر استخدام طائرات من دون طيار في عمليات «تصفية محددة الأهداف» في دول أخرى. وقال جون بلينغر مستشار الشؤون القانونية في وزارة الخارجية إن «آخر ما كان يتوقعه» كبار مسؤولي أوباما عندما تولوا مهاهم قبل أربع سنوات هو أن يواجهوا اتهامات بالقتل خارج القانون وبارتكاب جرائم حرب على غرار مسؤولي إدارة جورج بوش السابقة. وحذر بلينغر من أنه ما لم تعط إدارة أوباما تبريراً أفضل للأساس القانوني والسياسي لغارات الطائرات من دون طيار التي تستهدف مشتبهاً بهم في الخارج، فإنها تواجه خطر «أن يصبح هذا البرنامج الذي يحقق نجاحاً كبيراً، ينظر إليه في الخارج كمعتقل غوانتانامو».