في وقت أنهى الناخبون الأميركيون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية مانحين باراك أوباما إقامة جديدة في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى، فإن مشاهير السياسة والفن الأميركيين على وجه الخصوص من مستخدمي تويتر لم تخفت أصواتهم ترحيباً ونقداً وتحليلاً لنتائج الانتخابات. وفي حين كان لافتاً غياب تعليقات حديثة على حسابي الحملتين الانتخابيتين، إذ بزوجة الرئيس الأميركي التي وجه إليها الثناء في خطاب الفوز معتبراً أنه "ما كنت لأكون الرجل الذي أنا عليه الآن لولا المرأة التي قبلت بي زوجاً قبل 20 عاماً"، كانت حاضرة لتخاطب المؤيدين: أكثر من أي شيء آخر، أريد أن أشكركم جميعاً على كل شيء. أنا ممتنة لكل واحد منكم على دعمه وصلواته. أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد كان صريحاً في حسابه الرسمي على تويتر حين أرسل "تهاني الحارة لصديقي باراك أوباما. أتطلع لمواصلة العمل معاً". وزير الدفاع الأميركي السابق الشهير في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، دونالد رامسفيلد لم يسم صراحة من انتخب لكن يمكن فهم ذلك بسهولة من خلال تغريدته: "انتخبت آملاً أن يستطيع رئيس جديد تحقيق تغيير في هذا البلد. آخر ما كنت أفطر فيه هو الانتقام". الصحافيان الشهيران في "نيويورك تايمز" بول كروغمان وتوماس فريدمان لم يغردا بشكل شخصي لكن مقالتيهما اللتين نشراها على حسابيهما الخاص على تويتر تعبر عن تأييد واضح لفوز أوباما. من جهتها، أوكتافيا نصر الإعلامية الأميركية من أصل لبناني والتي طردت من عملها في قسم الشرق الأوسط في "سي ان ان" بسبب تغريدة تعلق فيها على موت رجل دين لبناني، فنشرت مقطعاً من خطاب النصر يقول فيه أوباما: "آمل أن الجزء العنيد داخلنا يصر على أن مستقبلاً أفضل ينتظرنا"، ساخرة في الوقت نفسه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي عليه ان يتعايش مع خصمه اللدود أوباما لأربع سنوات أخرى. أما مراسلة "بي بي سي" إلى وزراة الخارجية البريطانية، كيم غطّاس، فرأت عبر تغريدتها أن "السياسة الخارجية بدأت بالفعل تدق باب أوباما: المملكة المتحدة تعلن أنها ستتعامل بشكل مباشر مع الثوار السوريين، وتركيا تريد من الناتو نشر صواريخ على حدودها التركية". وتتفق في ذلك مع رئيس قسم الشرق الأوسط في "فورين بوليسي" مارك لينش الذي قال على تويتر أنه لا يوافق أبداً على أن السياسة الخارجية ستلعب دورا ضئيلاً بالنسبة للرئيس المقبل. من جهته، المخرج المعروف بمواقفه السياسية والمعارض للرئيس السابق جورج بوش الابن، أوليفر ستون، فيعلن صراحة أنه صوّت لصالح أوباما، داعياً "تابعيه" على تويتر إلى "اجعلوا صوتكم ذات معى. لا تدعوا أحدا يضللكم. رومني سيعيد تكرار الأفعال التي ثبت خطأها تاريخياً". أما الممثلة والمغنية الأميركية من أصل لاتيني جنيفر لوبيز فغردت قائلة: اليوم هو يوم انتخابات! ابحثوا عن مركز الاقتراع في أي من الولايات الخمسين. عليكم فقط الذهاب والتصويت لأوباما". منجهتها، المغنية الأميركية السمراء ماريا كاري، فكتبت على حسابها الخاص على تويتر: خطاب مذهل (خطاب الفوز)!!!!! أشاهد قاعة مليئة بأنس متنوعين ومتحمسين. شكراً أميركا لأنك منحت الرئيس أوباما 4 سنوات أخرى". أما بريتني سبيرز فاستغلت الانتخابات للترويج لمشاركتها في برنامج "اكس-فاكتور" لهواة، فكتبت لمعجبيها: أنا سعيدة جدا اليوم لانكم جميعا خرجتم للتصويت. حافظوا على روحية الاندفاع هذه الى الغد من أجل الشباب في اكس فاكتور". إلى هؤلاء انقسم مستخدمو تويتر الأميركيون حول نتائج الانتخابات مع غالبية واضحة لصالح أوباما. المغردة سيسيليا سانشيز شكرت الله على إعادة انتخاب أوباما لأن ذلك سيعني أنها لن ترى المكسيك قبل 4 سنوات أخرى، في إشارة إلى تعاطف أوباما مع قضايا المهاجرين غير الشرعيين، بينما مغرد آخر اعتبر أن بقاء الرئيس الحالي سيعني أنه سيحصل على التعليم الجيد لاربع سنوات جديدة، في إشارة كذلك إلى برنامج أوباما للنهوض بالتعليم الرسمي. أما تيمي أوليفنت فاعتبر في تغريدة تحمل نفساً عنصرياً أن ما حصل علمه أنه "حين تكون أسوداً فلن تتراجع إلى الوراء" once you are black, you don't go back. أما غاريث وينشستر الذي يظهر على ححسابه على تويتر وهو يلف عنقه بعلم الثورة السورية فيسأل منتقداً فوز أوباما: متى سيعلن أوباما صراحة أن الولاياتالمتحدة الأميركية (USA) ستتحول إلى الولاياتالمتحدة الاشتراكية الأميركية (USSA)؟". ويلاقيه رينثالر في منتصف الطريق مغردا بأنه "يمكن للاشتراكية أن تكون مسلية مع أوباما". بينما تكتب "أم بي" بعنف ضد أوباما معتبرة أنه يدعي أنه يريد بناء البلاد التي دمرها طوال أربع سنوات. أما الجندي الأميركي المحافظ والذي أصيب في معارك خارج البلاد كما يعرف نفسه، فيقول: "خسر مرشحي الانتخابات (رومني)، خسرت انا ما دافعت عنه خلال وظيفتي العسكرية (في اشارة ربما الى الانسحاب من العراق)، رجالنا ماتوا في بنغازي ودمرت عائلاتهم". انتهت الانتخابات الأميركية، عاد الناخبون إلى منازلهم، وبقي باراك أوباما في البيت الأبيض هانئا بأربع سنوات أخيرة... لكن في مكان آخر لم يعد افتراضياً أبداً، ما تزال الانتخابات جارية، وصارت المحاسبة يومية، لا كل اربع سنوات.