واشنطن - أ ف ب - يتنافس الرئيس الأميركي باراك اوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني الأوفر حظاً لتمثيل حزبه في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، على إظهار التعاطف والتفهم حيال الأميركيين الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية. ويسعى كل من اوباما ورومني المتهمين بالنخبوية والمتخرجين من هارفرد، في تصريحاتهما العلنية، إلى إقناع الناخبين بإيلاء صعوباتهم اهتماماً، خلافاً لخصمه، ما يولد أحياناً مواقف خارجة عن المألوف. ويصف فريق اوباما منذ بدء حملة الانتخابات التمهيدية الجمهورية رجل الأعمال السابق ميت رومني بأنه «منقطع عن الوقائع». واعتبر رئيس استراتيجية حملة اوباما ديفيد إكسلرود في حديث إلى شبكة «سي بي أن»، أن حاكم ماساتشوستس السابق «يعيش في ثقب في الزمان والمكان، فهو يشاهد «ماد مان» ظناً منه أنها نشرة أخبار الثامنة مساء»، في إشارة إلى المسلسل التلفزيوني الرائج الذي تدور وقائعه في وكالة إعلانات نيويوركية في الستينيات. ورومني الذي يملك ثروة شخصية تقدر ب 250 مليون دولار، هو الذي جلب لنفسه هذه الانتقادات، إذ أعلن «عدم اهتمامه بالأشد فقراً»، قبل أن يقرّ بارتكاب هفوة. وكان أعلن بسذاجة قبل شهر، «يروقني أن أتمكن من تسريح الذين يعملون لحسابي»، وهي هفوات سارع فريق اوباما إلى الانقضاض عليها. لكن رومني الذي عزز هذا الأسبوع تفوقه للفوز بالترشيح الجمهوري بفوزه في ثلاثة انتخابات تمهيدية، يستخدم بدوره التهمة ذاتها ضد اوباما، مؤكداً أنه نخبوي «منقطع عن الوقائع». وأثنى رومني الذي نشأ في كنف والد من الصناعيين الأثرياء ولم يعرف العوز يوماً في حياته، على «سعة قلب» مواطنيه من الطبقات الوسطى المقيمين في بلدات الداخل الأميركي، وسخر من اوباما منتقداً «السنوات التي قضاها يستقل الطائرة الرئاسية، محاطاً بفريق من المعجبين». إذ رأى أن «ذلك كفيل بفقدك الحس بالواقع». اقتصاد «مبني ليدوم» أما اوباما الذي تغلب عليه خصمه الجمهوري جون ماكين في انتخابات عام 2008 بفارق كبير في فئة ناخبي الطبقات الوسطى البيضاء، وهي شريحة مهمة من الناخبين للفوز في ولايات أساسية مثل اوهايو وبنسيلفانيا، فيدافع منذ أشهر عن اقتصاد «مبني ليدوم» معتمداً بذلك نبرة شعبية. ويستفيض الرئيس في المقابلات في التعبير عن إعجابه بالرياضات الجماعية سواء على الصعيد الاحترافي او الجامعي، ولا يفوت فرصة للتوقف في مطاعم في البلدات الأميركية خلال جولاته خارج واشنطن. فيطلب سندويشات ويشرب مرطبات من الصنف الذي لا توافق عليه زوجته ميشال الداعية الى اعتماد حمية غذائية صحية. ويذكر في خطاباته أنه يقرأ كل مساء عشرة من الرسائل التي يوجهها اليه أميركيون يومياً. والتقطت صور للسيدة الأولى تتبضع مثل أي أميركية عادية في سوبرماركت في ضاحية واشنطن الجنوبية. وحرص رومني ايضاً على التقرب من الناخبين الشعبيين، فنشر على موقع «تويتر» صوراً له يقضم سندويشاً في أحد مطاعم الوجبات السريعة. وعمد في ظهوره العلني إلى التخلي عن البدلات التي لم تجلب له الحظ في حملة الانتخابات التمهيدية عام 2008، واستبدلها بسروال جينز وقمصان تعمّد أن يفتح أزرار ياقتها.