بعد أربعة أيام على اجتياح العاصفة المدمرة ساندي للساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة ما زال عمال الانقاذ يكتشفون حجم الدمار وعدد القتلى في نيويورك وساحل نيوجيرزي، في حين تصاعد الغضب بسبب نقص البنزين وانقطاع الكهرباء وانتظار إمدادات الاغاثة. وارتفع العدد الإجمالي للقتلى بعد العاصفة وهي من أكبر العواصف التي ضربت الولاياتالمتحدة ليصل إلى 102. وفي مدينة نيويورك قتل 41 شخصاً نحو نصفهم في منطقة ستاتن ايلاند التي اجتاحتها موجة عملاقة من المياه يوم الإثنين. ومن بين القتلى في ستاتن ايلاند شقيقان يبلغان من العمر عامين وأربعة أعوام جرفتهما المياه من بين ذراعي أمهما بعدما علقت سيارتها في مياه السيول. وعثر على جثتي الشقيقين بالقرب من بعضهما أمس. ومن المقرر أن تزور وزيرة الأمن الداخلي الأميركي جانيت نابوليتانو ونائب مدير الوكالة الاتحادية لادارة الطوارئ ريتشارد سيرينو منطقة ستاتن ايلاند اليوم وسط مشاعر غاضبة من بعض الناجين قالوا إنه تم تجاهل منطقتهم. وقد تعقد مشاهد ضحايا الإعصار الغاضبين الأمور بالنسبة لسياسيين من الرئيس باراك أوباما قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية إلى حكام الولايات ورؤساء البلديات في المنطقة وهي أكثر المناطق كثافة سكانية في الولاياتالمتحدة. وقوبل تعامل أوباما مع الكارثة حتى الان بالاشادة. وقالت تيريزا كونور (42 عاما) التي تسكن حيا في ستاتن ايلاند "نسونا.. (ورئيس البلدية مايكل) بلومبرج قال إن نيويورك بخير والماراثون سيقام" مضيفة أن الحي الذي تقيم به قد "أبيد". وكان بلومبرج رئيس بلدية نيويورك قد قرر إقامة أكبر ماراثون في العالم يوم الأحد كما كان مقررا وقال إن الحدث ينعش اقتصاد المدينة. ويواجه السائقون في نيويورك ونيوجيرزي وكونيتيكت نقصا في البنزين. وامتدت صفوف طويلة من السيارات حتى قبل فجر اليوم أمام محطات البنزين في المنطقة وانتشرت الشرطة في عدة مناطق للحفاظ على النظام بين السائقين الغاضبين. وفي إحدى الحوادث اتهم رجل في منطقة كوينز بنيويورك بتهديد سائق آخر بمسدس بعدما حاول استباق دوره في صف للسيارات التي تنتظر في محطة للوقود. وزادت توقعات خبراء الأرصاد بانخفاض درجات الحرارة التوتر لأن الكثيرين في نيوجيرزي وغيرها يستخدمون مولدات كهرباء تعمل بالوقود في الإنارة والتدفئة انتظارا لإصلاح خطوط الكهرباء التي تعطلت. وفي محطة بنزين في فيرفيلد بولاية نيوجيرزي انتظر البعض لأكثر من ثلاث ساعات لملء خزانات سياراتهم بالبنزين في وقت متأخر مساء أمس. وعلى الرغم من توقع عودة الكهرباء إلى مانهاتن كلها بحلول يوم السبت فإن إعادتها إلى ضواح وبلدات أبعد على طول الساحل قد تستغرق أسبوعا آخر أو أكثر. وما زال نحو 4.5 مليون منزل ومحل عمل في 15 ولاية أمريكية بدون كهرباء. ويتصاعد الغضب في نيويورك بسبب قرار بلومبرج المضي قدما في إقامة الماراثون يوم الأحد. وتعهد رئيس البلدية بألا يسحب الماراثون الذي يشارك فيه 40 ألف متسابق أي موارد من ضحايا العاصفة. ويعيش في منطقة ستاتن ايلاند التي يفصلها ميناء نيويورك عن مانهاتن السفلى نحو 500 ألف شخص معظمهم عمال عاشت عائلاتهم في المنطقة منذ أجيال. وفي نيوجيرزي حيث قتل 13 شخصا على الأقل غمرت مياه المحيط أحياء بأكملها. ومن المتوقع أن تكون الخسائر المالية للعاصفة ضخمة. وقالت شركة إكيكيات لتقدير خسائر الكوارث إن العاصفة ساندي ألحقت خسائر تخضع لتغطية تأمينية تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار وخسائر اقتصادية بقيمة 50 مليار دولار. وأفاد معهد معلومات التأمين بأن ساندي قد تأتي في المرتبة الرابعة بين أكثر الكوارث تكلفة في الولاياتالمتحدة بعد الإعصار كاترينا عام 2005 وهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 والإعصار أندرو عام 1992 . وفي أحياء بنيويورك انقطعت عنها الكهرباء اشتكى سكان من ضعف وجود الشرطة وعبروا عن خشيتهم من وقوع جرائم. وقال آخرون إنهم خائفون بشأن السلامة المرورية. واستؤنفت الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأميركية بعدما جرى تعليقها لعدة أيام بسبب العاصفة. وبدا أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي يخوض سباقا متقاربا مع المرشح الجمهوري ميت رومني قبل انتخابات يوم الثلاثاء استفاد سياسيا من تعامل إدارته مع الكارثة.