بدا أن استعادة الكهرباء للمنازل المتضررة وتزويد السكان بالطعام هما الهدفان الرئيسيان في وقت جرى فيه تكثيف جهود الإغاثة في أجزاء من الشمال الشرقي للولايات المتحدة التي بدأت تتعافي من آثار الإعصار ساندي المدمر. وكانت حصيلة القتلى في الولاياتالمتحدة وحدها قفزت إلى 80 شخصًا، ليصل إجمالي القتلى إثر الإعصار ساندي منذ أن ضرب الكاريبي الأسبوع الماضي إلى 140 شخصًا، بينهم قتلى في هايتي وكوبا. وقام عمال الإنقاذ في مدينة نيويورك بتمشيط الأحياء المنكوبة أملًا في العثور على مزيدٍ من الأحياء. وبلغت حصيلة القتلى في تلك المدينة وحدها 38 شخصًا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". وقال مسؤولون في وكالة إدارة الطوارئ الاتحادية ومنظمة الصليب الأحمر إن هناك تعاونًا بين المؤسستين وبين منظمات إغاثية أخرى لتوفير الطعام والمياه والمأوى لعشرات الآلاف من السكان في 16 ولاية أضيرت من الإعصار المدمر. وقال كريج فوجيت مدير وكالة إدارة الطوارئ الاتحادية إن التركيز ينصبّ الآن على إعادة الكهرباء إلى ملايين الأسر. وأضاف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن استعادة الكهرباء والمياه وأعمال النظافة تتصدر قائمة أولويات الوكالة. وقالت إدارة الكهرباء إن 4,6 مليون مشترك في 12 ولاية لا يزالون بدون كهرباء معظمهم في نيويورك ونيوجيرسي. وقال تشارلي شيمانسكي نائب رئيس الصليب الأحمر لخدمات الكوارث إن المنظمة قامت بتوفير مئات الملاجئ في 9 ولايات وقامت بنشر 12 مطبخًا متحركًا قادرًا على تجهيز 200 ألف وجبة يوميًا. وقال كريج فوجيت مدير وكالة إدارة الطوارئ الاتحادية إن الوكالة ساعدت السكان في العثور على سكن مؤقت لهم في الفنادق ووحدات التأجير السكنية. وأضاف إن الوكالة لن تستخدم عربات المقطورة كتلك التي تم استخدامها إبان كارثة الاعصار كاترينا في عام 2005. ما كاد الأمريكيون يفيقون من هول الصدمة التي أحدثتها العاصفة الاستوائية العاتية "ساندي"، ولم يعرفوا بعد الحجم الكامل للأضرار التي سبّبتها، حتى توقع خبراء الأرصاد الجوية حدوث عاصفة جوية شتوية فوضوية أخرى ستضرب شرق الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنها ستكون أقل قوة من سابقتها. العودة للحياة وفي نيويورك واصل سكان المدينة محاولاتهم للعودة الى حياتهم الطبيعية حيث عاد أكثر من نصف خطوط مترو الانفاق البالغ عددها 23 خطًا للعمل، وعادت الحافلات وسيارات التاكسي والسيارات العادية لتجوب شوارع المدينة. وأعيد فتح مطار لاجارديا أمام الخدمات المحدودة بعد يوم واحد من إعادة فتح مطاري جون فوستر كيندي ونيوأرك الدولي. ولكن مايكل بلومبرج عمدة نيويورك قال إن مدارس المدينة ستظل مغلقة حتى نهاية الاسبوع. وقدّرت الخسائر المالية اليومية بمدينة نيويورك وحدها بمئات الملايين من الدولارات في حين قال خبراء شركات التأمين إن اجمالي الخسائر التي سببها الإعصار ساندي في 16 ولاية قد يصل إلى 50 مليار دولار. البحث عن ناجين فتّشت فرق الإنقاذ الشوارع والمنازل التي غمرتها المياه بحثًا عن ناجين واصطف سائقو السيارات لساعات للحصول على البنزين الشحيح وبقي الملايين بدون كهرباء الخميس الماضي في حين كافحت مدينة نيويورك والبلدات الساحلية القريبة للتعافي من آثار احدى أكبر العواصف التي تضرب الولاياتالمتحدة. واستيقظ سكان نيويورك الخميس على صوت قطارات الانفاق لأول مرة منذ اربعة ايام مع استئناف رحلات محدودة لكن النصف الجنوبي من مانهاتن ما زال بدون كهرباء وبقيت المناطق المحيطة ومن بينها ستاتن ايلاند وساحل نيوجيرزي ومدينة هوبوكين مصابة بالشلل بسبب العاصفة ومياه الامواج التي أغرقت الشوارع. ولقي 93 شخصًا على الاقل حتفهم في العاصفة العاتية التي ضربت شمال شرق الولابات المتحدة مساء الاثنين. وقال مسؤولون ان هذا العدد يمكن ان يرتفع مع قيام فرق الإنقاذ بعمليات بحث من منزل الى منزل في البلدات الواقعة على الساحل. وزاد البحث عن البنزين أجواء الغموض بينما ارتفع عدد الضحايا وقفزت تكاليف الاضرار التي نجمت عن العاصفة. وتمّ تسجيل مزيدٍ من الوفيات الليلة قبل الماضية في مقاطعة ستاتين ايلاند بمدينة نيويورك، حيث انتشلت السلطات 17 جثة بعد أن اقتلعت العاصفة منازل كاملة من أساساتها. وقالت الشرطة ان من بين القتلى طفلين في الرابعة والثانية من العمر جرفتهما المياه من بين ذراعي والدتهما. ساندي الرابع ووفقًا لمعهد معلومات التأمين فإن الإعصار ساندي سيحتل المرتبة الرابعة بين أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد الاعصار كاترينا في عام 2005 وهجمات 11 سبتمبر في عام 2001 والاعصار اندرو في عام 1992. وفي نيوجيرزي التي كانت من أسوأ المناطق تضررًا شهدت البلدات الواقعة على المحيط غرق أحياء بأكملها تحت مياه البحر وتضاعف عدد القتلى الى 12 شخصًا. وانحسرت المياه تمامًا من شوارع هوبوكين التي يفصلها نهر هادسون عن مانهاتن مخلفة وراءها نفايات عفنة في الاقبية التي غمرتها المياه ودفعت السيارات الى الارصفة. وبدأ ساندي كإعصار في نهاية موسم الاعاصير في منطقة الكاريبي حيث قتل 69 شخصًا قبل ان يضرب سواحل الولاياتالمتحدة برياح سرعتها 130 كيلو مترًا في الساعة. وامتد من ولايتي نورث وساوث كارولاينا الى ولاية كونيتيكت وكان أكبر عاصفة من حيث المساحة تضرب الولاياتالمتحدة منذ عقود. وتفقد الرئيس الامريكي باراك اوباما الاحياء الغارقة او التي غطتها الرمال في نيوجيرزي خلال جولة بطائرة هليكوبتر بصحبة حاكم الولاية كريس كريستي. عاصفة جديدة ما كاد الأمريكيون يفيقون من هول الصدمة التي أحدثتها العاصفة الاستوائية العاتية "ساندي"، ولم يعرفوا بعد الحجم الكامل للأضرار التي سبّبتها، حتى توقع خبراء الأرصاد الجوية حدوث عاصفة جوية شتوية فوضوية أخرى ستضرب شرق الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنها ستكون أقل قوة من سابقتها. ويرى خبراء الأرصاد الجوية أنه ما زالت هناك فترة ستة أيام على توقع حدوث العاصفة الجديدة، ولذلك فإنه من المبكر القلق لأن الأحوال الجوية يمكن أن تتغيّر قبل أن تضرب العاصفة الساحل الشرقي في أواخر الأسبوع القادم. وأصدر مركز التوقعات بمصلحة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية في كوليج بارك بولاية ماريلاند إشعارًا يقول: إنه من الممكن حدوث عاصفة من الشمال الشرقي بالنسبة للولايات المطلة على المحيط الأطلنطي و"نيو انجلاند" بحلول يوم الخميس القادم. أضرار الأممالمتحدة اعلن مسؤولون في الاممالمتحدة ان الاعصار ساندي ألحق اضرارًا جسيمة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك. وتسبب الاعصار في اندلاع حريق وبتدفق مياه غمرت الطابق السفلي للمبنى الذي أعيد العمل به الخميس بعد اغلاق استمر ثلاثة ايام. وصرّح يوكيو تاكاسو الامين العام المساعد للامم المتحدة والمكلف شؤون الادارة متوجّهًا الى الجمعية العامة "احدث هذا الظرف المناخي العنيف اضرارًا لا سابق لها يومي الاثنين والثلاثاء بمقر الاممالمتحدة". وادت الرياح العنيفة المصاحبة للاعصار الى اقتلاع غطاء بلاستيكي كان يحمي قبة مبنى الجمعية العامة حيث بات من الضروري اصلاح فجوات تتسرب منها المياه. كما ارغم الاعصار مجلس الامن الدولي على تغيير مقره. فقد اضطر مندوبو الدول ال15 الاعضاء في المجلس الى الانتقال الاربعاء لمقر مؤقت من اجل عقد اجتماع طارئ مخصص لتجديد مهمة قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميسوم) والتي يقودها الاتحاد الافريقي وتمولها الاممالمتحدة. وصرّح المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي بأن الاضرار التي خلفها الاعصار "اثرت على وسائل الاتصال وغيرها من البُنى التحتية". وتدارك "رغم الصعوبات، فإن كل النشاطات الاساسية استؤنفت.. ولم تنقطع الاتصالات مع بعثات حفظ السلام في العالم".