انفجر محتوى "ناقلة غاز" في شرقي العاصمة السعودية الرياض تحت جسر تقاطع شارع الشيخ جابر وطريق خريص (السابعة صباح الخميس)، أسفر عن دمار واسع في المكان. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني في الرياض النقيب محمد الحبيل الحمّادي أن الحريق الناتج عن إنفجار الغاز المتسرب من "الناقلة" كان نتيجة ارتطام الناقلة بإحدى الجسور الممتدة على الطريق. وبحسب الحمادي: "ارتطام الناقلة حدث إثر مصادفتها حادث مروري على خط سيرها". وأدى الارتطام "إلى حدوث تسرب للغاز، انتقل إلى معرض للمعدات والسيارات مجاور للموقع، وانفجر" في اشارة الى شركة "الزاهد" المخصصة للمعدات والآليات الثقيلة والتي انهار سقفها وتدمرت. وذكر الحمادي ان الحادثة "تسببت في حدوث اضرار كبيرة نتيجة الاحتراق والانفجار (...) بفعل تشبع المكان بالغاز، كما تسبب ذلك في وقوع عدد من الحوادث المرورية بالموقع، وسقوط عدد من الضحايا". وكان مصدر امني قال ان "المكان يعج بالسيارات والشاحنات والمارة، و من الطبيعي أن يحرق انفجار صهريج يحمل المحروقات كل ما يجاوره (...) هذه الصهاريج قنابل موقوتة". وقال الحمادي إن المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري، ومدير إدارة الدفاع المدني في منطقة الرياض اللواء عابد بن مطر الصخيري، باشروا الحادث فور وقوعه ويتابعون تطورات الحادث أولاً بأول. وأسفر انفجار الغاز المتسرب من الناقلة عن دوي كبير شرق العاصمة السعودية، وقال شهود عيان ل "الحياة" إن الانفجار كان شديداً جداً هز شرقي العاصمة وأيقظ سكاناً من نومهم، وتطاير زجاج أبواب ونوافذ منازل قريبة من الحادثة. ونقل معظم الجرحى الى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية (مستشفى الحرس الوطني) فيما نقل آخرون إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب. من جهته، قال شاهد عيان نجا من الحادث: "كانت الساعة السابعة وعشرين دقيقة، عندما حاول صهريج ضخم الالتفاف تحت الجسر لكن خرجت منه مادة شبيهة بالضباب وبعد ثوان عدة وقع الانفجار المرعب". وأكد مراسل "الحياة" الذي باشر الحادثة ونقل صوراً خاصة منذ مباشرة الدفاع المدني للحادثة: أن عدد الوفيات غير مؤكد وربما يقدر بالعشرات، وأن انفجار غاز الناقلة تسبب في احتراق عدد من السيارات وإحداث تلفيات كبيرة في مقر شركة الزاهد القريبة من الموقع. وزعم شهود وجود "عشرات الضحايا" مشيرين الى حافلة كانت "تعبر الجسر حاملة ثلاثين عاملا احترقوا بشكل كامل"، بحسب زعمهم. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل "الحياة" أن عدد الوفيات بلغ 24 وفاة على الأقل، في حين أن الإصابات وصلت الى 131 إصابة. وشاهد مصور وكالة الأنباء الفرنسية: "اكثر من 15 سيارة متفحمة بشكل كلي تحت الجسر وحافلة ركاب محترقة تماما فوقه". وقال إن "الحادث فظيع جدا. عشرات السيارات محترقة، والجسر متصدع ومحل للجرافات والاليات قبالة الجسر تدمر بشكل كلي، كما لحقت اضرار كبيرة بالسيارات والمباني المجاورة". واكد ان "احدى الشاحنات سقطت من فوق الجسر الموصل الى طريق الدمام وقد تصدعت ركائزه بفعل قوة الانفجار". ومنعت الدوريات الأمنية المرور على الجسر البالغ طوله حوالي ثلاثة كيلومترات وقررت اغلاقه الى اشعار اخر. وتابع المصور ان "المباني المحيطة تضررت بشكل كبير، كما ان الدمار وقع ضمن دائرة نصف كيلومتر". واشار الى ان "عناصر الشرطة كانوا في حال من التوتر وسط تجمهر العديد من المارة في المكان". وبدت اثار الانفجار المروع ماثلة اذ تناثرت قطع بعض السيارات وشظايا الزجاج من واجهات المحلات في المكان. وهذه المنطقة صناعية وتجارية لكنها تضم بعض المباني السكنية ايضا. ويقوم أكثر من 100 فرد من رجال الطواريء بفحص حطام الجسر والبحث عن ناجين وسط انقاض مبنى شركة الزاهد للتراكتورات، وقال أحد الناجين وهو باكستاني اسمه كشنو اختارا (55 عاما) وقد علقت الاتربة بملابسه وكان ينزف من عدة جروح اصيب بها: "كنت داخل المبنى حين وقع الانفجار. وفجأة حدث دوي وانهار المبنى. تطاير الاثاث والمقاعد والخزائن في الغرفة التي كنت بها"، وأضاف "أخي لا يزال داخل المبنى تحت الانقاض. هناك كثيرون في الداخل". هذا الفيديو من موقع الانفجار نشره على يوتيوب دهام القعيشيش العنزي