عرض رئيس مالي ديونكوندا تراوري على الحركات الإسلامية المسلّحة التي تحتل شمال البلاد «الحوار» و «التفاوض»، داعياً في الوقت ذاته الماليين إلى «الاتحاد المقدس» خلف جيشهم لخوض الحرب أن لم يعد هناك من «خيار آخر». وقال تراوري في «رسالة إلى الأمة» بثها التلفزيون: «ما دمنا نستعد للحرب فسنخوضها إذا لم يبق لنا خيار آخر (...) لكننا نؤكد مجدداً هنا أن خيارنا الأول يبقى الحوار والتفاوض»، مشدداً: «خيارنا الثاني يبقى الحوار والتفاوض وخيارنا الثالث يبقى الحوار والتفاوض». ورداً على مبادرة تراوري، أعلن أليوني توري أحد المسؤولين الإسلاميين في مدينة غاو (شمال مالي الخاضع لسيطرة الإسلاميين)، أنهم يوافقون على التفاوض مع حكومة باماكو شرط «أن تطبّق مالي شريعة الله». وأضاف: «إذا أراد الناس في الجنوب (مالي) التفاوض مع تطبيق الشريعة، فنحن موافقون. لكن إذا كانوا يريدون الحرب، فإننا أيضاً موافقون. والله على كل شيء قدير». ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كان استمع إلى خطاب الرئيس بالكامل، أجاب توري: «هو بالنسبة إلينا، ليس رئيساً. ينبغي أن يخضع أولاً لشريعة الله». وخلص تراوري قائد الشرطة الإسلامية السابق في غاو والمكلف شؤون الأمن حالياً في الشطر الجنوبي للمدينة، إلى القول: «نحن مع الجهاد. لن يوقفنا شيء على طريق الجهاد. هذا ما أردت قوله. لم يعد لدي أي شيء أضيفه». وكان توري تحدّث مطولاً عشية الذكرى ال52 لاستقلال البلاد عن «المأساة» التي تعيشها مالي، وقال: «حتى وجودها بات مهدداً» مع «13 دائرة في أيدي قوات معادية ما يشكّل ثلثي أراضي» البلاد. وفي غمرة الانقلاب العسكري في 22 آذار (مارس) الذي أطاح بالرئيس السابق أمادو توماني توري، سيّطر إسلاميون مسلحون من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وجماعة «أنصار الدين» وحركة «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» في نيسان (أبريل) على شمال مالي. وركّز تراوري، الذي كان رئيساً للجمعية الوطنية قبل أن ينصّب «رئيساً انتقالياً» في نيسان، خطابه على ضرورة «تحرير المناطق المحتلة عبر التفاوض أو بالقوة». ومن دون تمييز بين الحركات، قال تراوري: «أدعو المجموعات المسلحة الناشطة في شمال بلادنا إلى الموافقة على سلوك طريق الحوار والتفاوض في شكل صادق وبناء»، مؤكداً أنه «يدرك أنه رئيس بلاد تعيش حالة حرب»، داعياً الأمة إلى «الاتحاد المقدس» خلف الجيش. وأمل بإجراء انتخابات رئاسية مقبلة تتيح اختيار رئيس جديد خلال عام. وكان خطاب تراوري مرتقباً لتوضيح موقف مالي التي طلبت رسمياً في مطلع أيلول (سبتمبر) دعم مجموعة دول غرب أفريقيا لمساعدتها على استعادة أراضيها في الشمال. لكن الرئيس لم يتطرق سوى باقتضاب شديد إلى طلب «الدعم» الرسمي الذي وجهه إلى المجموعة لنشر قوة أفريقية.