بدأت أجهزة الأمن السعودية منذ بدء موسم الحج تطبيق عملية المتابعة المستمرة بشكل مكثف للأشخاص الذين لا يحملون تراخيص لأداء الفريضة. وسجلت جولة «الحياة» يوم أمس لقطات لنشاط حركة التهريب التي يقوم بها سائقون متفرغون لهذه المهنة في كل عام، خصوصاً من مدينة جدة، والتي شهدت تعقباً سرياً من قبل دوريات أمن الطرق المنتشرة على الطريق السريع الرابط بين مكةالمكرمة ومحافظة جدة. وعلى رغم كل الإجراءات الأمنية والضوابط المعمول بها إلا أن هناك أشخاصاً سعوديين لا يزالون يعملون جاهدين لاستحداث طرق ملتوية يسعون عبرها لإيصال الحجاج غير المصرح لهم بمبالغ تصل إلى 1000ريال للحاج الواحد خلال الأيام المقبلة والتي ستشهد ثورة كبيرة بين أوساط المهربين. وبحسب ما وضعته الحكومة السعودية للقضاء على ظاهرة تهريب الحجاج فإن الحجاج غير النظاميين سيتعرضون إلى المساءلة القانونية بسبب السماح للمهربين بنقلهم وإعطائهم مبالغ مالية مقابل ذلك، خصوصاً في ظل الاستعداد الكبير الذي بدأته الأجهزة الأمنية في مكة، عبر نشر المئات من قوات الأمن على الحدود والمنافذ المؤدية إلى المشاعر المقدسة للتصدي لمن يحاول الدخول. كما رصدت «الحياة» خلال الأيام الماضية محاولات من قبل المهربين لتغيير طريقة عملهم، إذ تنشط خلال الفترة الحالية على نقل الحجاج المخالفين في أوقات يختارونها باعتبار أنها «أوقات ميتة» بالنسبة لهم، إذ يشهد امتداد طريق الشميسي القديم، وطريق «الخواجات» من الجهة الجنوبية لمكةالمكرمة عمليات «كر وفر» لمنع أي محاولة لتهريب الحجاج من خلال متابعة الأجهزة الأمنية لهم ممثلة في دوريات الأمن التي تراقب المنافذ الحدودية. كما تم رصد محاولات خجولة من قبل بعض المركبات التي تعمل على نقل الحجاج من خلال نقلهم دون ملابس إحرام، إضافة إلى محاولات لعبور وتجاوز «العقوم» والمصدات الأمنية التي وضعتها السلطات السعودية للتضييق على المهربين والحجاج المخالفين بعد إغلاق جميع المنافذ الترابية المؤدية إلى المشاعر المقدسة. وكانت قيادة قوات أمن الحج أكدت الأسبوع الماضي استعدادات الأجهزة والقطاعات كافة لموسم الحج، ووجهت رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام غير النظاميين بأنه لن يسمح لهم بالبقاء في بطن وادي منى وفي جميع الطرقات بدءاً من أنفاق المعيصم، وانتهاءً بطريق الملك فيصل وجسر الملك عبدالله وجسر الملك خالد، كما لن يسمح للباعة الجائلين ولن يسمح بالافتراش أو نصب الخيام في أي موقع.