تمت مطاردة مثيرة نفذها رجال الأمن على أحد المهربين واسمه (م.أ) استخدم فيها مركبته من نوع تويوتا \"كامري\" مقلاً أربعة حجاج من جنسيات مختلفة، وتمكنت دوريات الأمن من رصده أثناء انعطافه إلى أحد الطرق الترابية تفادياً لنقاط التفتيش، وعندما لاحظ انتباه دورريات له بدأ المراوغة بسيارته وانطلق مسرعاً بجنون عبر الطريق الترابي، إلا أن دورية الأمن تمكنت من ضبطه قبل أن يبلغ مراده. وتحدث المهرب بعد أن تم إيقافه مع مجموعة المخالفين الحجاج عن بداية الرحلة والتخفي عن الأجهزة الأمنية لإيصال الأشخاص الموجودين في مركبته. وقال: إن رحلة مغامرته انطلقت من محافظة جدة صباحاً، وكنت اقتنعت بنقل هؤلاء الحجاج إلى مكة مقابل مبلغ مالي يصل إلى 800 ريال، وأكدت لهم أني سأوصلهم إلى وجهتهم سالمين من دون أن تتعرض لهم الأجهزة الأمنية أو يتم القبض عليهم مشيراً إلى أن الاتفاق نص على دفع المبلغ المالي عند الوصول. وأضاف: بعد القبض علي ندمت كثيراً، لكن ظروفي المادية دفعتني إلى القيام بهذه المحاولة الفاشلة، إذ أن لدي الكثير من الالتزامات المالية تجاه أسرتي ولابد من الوفاء بها خلال الفترة الحالية، ووجدت أن هذا العمل يمكن أن يمنحني المبلغ الذي أريده في فترة قصيرة. واعترف بأن المهربين يستخدمون أدوات عدة للفرار من رجال الأمن لكنها لم تنجح، على رغم التوقيت الذي يختارونه، مشيراً إلى أن إحكام السيطرة الأمنية على جميع المنافذ عطل الكثير من عمليات التهريب بعد أن تم رصدها من قبل دوريات الأمن. وحول بداية انطلاقته من جدة، قال: حملت أربعة حجاج، وانطلقت من جدة حتى وصلت إلى نقطة تفتيش الشميسي الرئيسة، وبدأت أفكر في منفذ لكي أصل من خلاله إلى مكة فما كان مني إلا التوجه إلى منفذ حدده لي أحد العاملين في تهريب الحجاج، لعلي أصل إلى هدفي بأسهل وأسرع طريقة. وأضاف عندما قررت الدخول عبر الطريق الترابي لم أكن أعلم عن هذه اللحظات الصعبة، وحينما سلكت الطريق الترابي وتبعتني الدورية الأمنية ظننت أنني سأتمكن من الهرب إلا أن رجال الأمن تمكنوا من القبض علي ومعي أربعة حجاج بلا تصاريح». وكانت قيادة قوات أمن الحج أكدت الأسبوع الماضي استعدادات السعودية بكل أجهزتها وقطاعاتها لموسم الحج، ووجهت رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام غير النظاميين بأنه لن يسمح لهم بالبقاء في بطن وادي منى وفي جميع الطرقات بدءاً من أنفاق المعيصم ونهاية بطريق الملك فيصل وجسر الملك عبدالله وجسر الملك خالد، كما لن يسمح للباعة الجائلين ولن يسمح بالافتراش أو نصب الخيام في أي موقع. وكان اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية السعودية، أعلن عن خطة شاملة لإغلاق المنافذ الرئيسة والترابية أمام المتسللين، وأنه تم القبض على أعداد من المتورطين في قضايا تهريب الحجاج، إضافة إلى جولات جوية على الطرق والمداخل الرئيسة لمكةالمكرمة. فيما طالب المستشار في الديوان الملكي عبدالمحسن بن ناصر العبيكان بتشديد العقوبة على المواطنين والمقيمين الذين يقومون بتهريب الحجاج إلى داخل مكةالمكرمة أثناء موسم الحج من أجل الحج (بلا تصريح)، مشيراً إلى أنهم «آثمون». وأضاف أن الولاء للدين والوطن وولاة الأمر يقتضي الالتزام بالأنظمة والتعليمات، مشيراً إلى أن الذين يهربون الحجاج يرتكبون أمراً محرماً حيث يعصون الله ورسوله وولي الأمر. وعلى رغم الحصار الأمني الذي تنفذه الجهات الأمنية المشاركة في حج هذا العام على مداخل مكةالمكرمة، إلا أن المهربين يواصلون محاولاتهم، معتقدين قدرتهم على الهروب من رقابة رجال الأمن سواء كانت الدوريات الأمنية أو تلك «العقوم» الترابية التي أغلقت بها جميع المنافذ الترابية المؤدية إلى المشاعر المقدسة. وتبين ان طريقة عمل المهربين، تنشط خلال الفترة الحالية على نقل الحجاج المخالفين في أوقات يختارونها باعتبار أنها \"أوقات ميتة\" بالنسبة لهم، ومن هذه الأوقات \" الصباح الباكر\" و \"آخر الليل\"، إذ تسجل أكبر نسبة في عمليات التهريب التي يتم القبض عليها كما تنشط عمليات التهريب في أوقات يرى فيها المهربون والحجاج غير النظاميين وقتاً مناسباً لهم.