انشغلت صحف نهاية الأسبوع في إسرائيل بالقرار الذي سيتخذه رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت في شأن احتمالات عودته إلى الحلبة السياسية والتغييرات التي قد تحدثها على اصطفافات أحزاب الوسط في مواجهة زعيم التكتل اليمين – الديني، رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، المرشح بحسب جميع استطلاعات الرأي أن يخرج فائزاً مع تكتله بالانتخابات العامة المقبلة في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. واختلفت قراءات المعلقين واجتهاداتهم في شأن ما سيقرره أولمرت، لكنهم اتفقوا على أن توحيد قوى الوسط في قائمة واحدة بزعامة أولمرت قد تغير حسابات الناخب الإسرائيلي وتهدد فعلاً تفوق تكتل اليمين – المتدينين من خلال جذب أصوات من اليمين المعتدل ستفضل تياراً وسطياً أو على يمين الوسط على تكتل يميني متشدد يخضع لابتزازات المتدينين. وطبقاً لكبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع، فإن أولمرت لن يحسم موقفه قبل تلقيه نتائج استطلاع للرأي طلبه الأسبوع الماضي. وأضاف أن أولمرت المتحمس جداً للعودة إلى الحلبة السياسية يخشى في الآن ذاته الفشل «إذ أنه لن يعود ليكون وزيراً في حكومة مقبلة، إنما يسعى إلى أن يحل محل نتانياهو على كرسي رئاسة الحكومة». وأضاف أن أوساطاً داعمة لنتانياهو وترى فيه الأنسب لرئاسة الحكومة، تخشى أن يدفع نتانياهو ثمن تقديمه للمحاكمة بملفات فساد على رغم تبرئة المحكمة له من تهمتين. وبحسب بارنياع، فإن أولمرت يخطط لقائمة من «الغلاكتيكوس (النجوم) شبيهة بفريق الأحلام ريال مدريد»، تضم الوزراء السابقين تسيبي ليفني وحاييم رامون وشاؤول موفاز وداليا ايتسيك وقائد الجيش السابق غابي أشكنازي والشخصية الأكاديمية مانوئيل تراختنبرغ. لكن زعيمة «كديما» سابقاً تسيبي ليفني لم تحسم هي أيضاً موقفها بعد من العودة إلى النشاط السياسي بعد استقالتها قبل أشهر من حزب «كديما». وتضاربت التقارير في شأن احتمال انضمامها إلى قائمة برئاسة أولمرت، وكتب يوسي فيرطر في «هآرتس» أن النية لدى ليفني تتجه لترؤس قائمة مستقلة تفوز بحسب الاستطلاعات ب14 مقعداً. ونقل عن أوساط ليفني أنها ترى في أولمرت عبئاً بينما يرى فيها الأخير ذخراً انتخابياً. وتابع المعلق مستدركاً أن ليفني قد تغير رأيها وتلتحق بقائمة برئاسة أولمرت في حال أكدت استطلاعات الرأي أن أولمرت قادر على هزيمة نتانياهو. إلى ذلك، تقلق عودة أريه درعي إلى موقع قيادي في حركة «شاس» الدينية، الحليف الطبيعي «لحزب «ليكود»، نتانياهو إذ تقول له إن «شاس» لم تعد في جيبه تلقائياً، وأنه سيتصبب عرقاً من أجل إقناعها وإغرائها بالانضمام، خلافاً لما كان في عهد زعيمها ايلي يشاي «الحليف المريح والطبيعي الذي لم يسبب أي متاعب لنتانياهو».