فيما تستعد الحكومة التركية برئاسة أحمد داود أوغلو لوضع اللمسات الأخيرة على خريطة طريق لنزع سلاح حزب «العمال الكردستاني»، في إطار «مسيرة الحل السلمي للقضية الكردية»، فاجأ زعيم حزب «السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين دميرطاش الجميع بدعوته إلى تسليح الحزب بدلاً ودعمه في قتال «الدولة الإسلامية». وقال دميرطاش: «قد يبدو اقتراحي غريباً عند سماعه للمرة الأولى، لكن الأمور تسير في هذا الاتجاه لأن الظروف تغيرت، وخطر تنظيم الدولة الإسلامية يهدد المنطقة بأسرها، والأكراد يتصدون له في مناطقهم، وهذا يدعو إلى تشكيل جيش كردي موحد في المنطقة يشمل أكراد العراق وسورية وتركيا لتوحيد الجهود». وكان دميرطاش يعلق على الدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي إلى إقليم كردستان، وتوجه دول كبيرة مثل ألمانيا لرفع اسم حزب «العمال» من قائمة الإرهاب ودعمه في محاربة «داعش»، مشيراً إلى أن «الأَوْلى بتركيا أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي، وربما حان الوقت لتتغير العلاقة بين أنقرة والحزب، وتتحول من العداء إلى التحالف والعمل معاً» . وتأتي تصريحات دميرطاش وسط خلافات في تركيا بسبب علاقة الحكومة والاستخبارات بالحزب، إذ عبر قائد الأركان، للمرة الأولى عن سخطه على هذه السياسة، وقال رداً على سؤال: «نحن لا نعرف شيئاً عن خطة الحل السلمي، ولا أحد في الحكومة يسألنا رأينا، وحبذا لو أخذ رأينا في هذه الأمور الحساسة، لأن هناك خطوطاً حمراً يجب عدم تجاوزها». في موازاة ذلك، سرب تيار قومي في الاستخبارات أجزاء كبيرة من محاضر لقاءات زعيم حزب «العمال» عبدالله أوجلان وقادة أكراد في سجنه، تفيد بأنه اتفق مع رئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان على حل فيديرالي للقضية الكردية، وأنه يعمل مع الحكومة على صياغة القوانين المتعلقة بالأكراد.