تعيش تركيا أجواء مشحونة بالترقب والأمل فيما الاستعدادات على قدم وساق تمهيداً لأجواء عيد «نوروز» مختلف وتاريخي الخميس المقبل، إذ يتوقع أن يعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان وقف النار لأجل غير محدد والالتزام بالعمل على خطة لنزع سلاح حزبه، ووضع حل جذري وسلمي للقضية الكردية التي تسببت في صراع مسلّح شغل تركيا لأربعة عقود. وفي إطار التحضيرات السياسية والنفسية لليوم المنتظر، أعلن صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب السلام والديموقراطية الكردي، أنه تسلّم من الجناح العسكري ل «الكردستاني» الردّ الخطي على رسالة أوجلان التي يشرح فيها خطته للسلام ويطلب دعمها، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية أبدت دعمها الكامل لزعيمها أوجلان لكنها طلبت إضافة مقترحات وأبدت تحفظات «ضماناً لتنفيذ الخطة». ويفترض أن يتوجه وفد برلماني ثالث إلى جزيرة امرالي حيث يقضي أوجلان عقوبة السجن المؤبد، لتسليمه ردود الجناح العسكري لحزب العمال والقيادة السياسية في أوروبا على رسائله، والحصول منه على خطاب سيتلى علناً في عيد «النوروز». وفي هذا الإطار، توقعت القيادية الكردية غولتان كوشاناق، أن تكون رسالة أوجلان أوسع وأقوى من مجرّد دعوة إلى وقف النار، وأبدت تفاؤلها بأن تكون الأشهر القليلة المقبلة كفيلة بتحقيق خطوات استثنائية وكبيرة في اتجاه حلّ القضية الكردية في تركيا. وفي سياق متصل، زار وزير الخارجية أحمد داود أوغلو دياربكر وألقى محاضرة في جامعتها، مطالباً الأكراد بدعم خطة السلام التي اتفق عليها أوجلان مع الاستخبارات التركية، مشيراً إلى أن بلاده ستزداد قوة في إقليمها بعد حلّ القضية الكردية، وسيصبح الأكراد «لاعباً قوياً وملهماً لشعوب المنطقة» وفق تعبيره. يذكر أن خطة الحلّ المقترحة تنص على إعلان «الكردستاني» وقف النار والانسحاب تدريجاً من تركيا إلى شمال العراق في مقابل إجراء تعديلات دستورية تتعلق بتعريف المواطنة بحيث تلغى المادة الدستورية التي تنص على أن كل مواطن في الجمهورية هو تركي، وتعديل قانون الإدارة المحلية ليرتقي إلى ما هو معتمد في دول الاتحاد الأوروبي. في المقابل تعتبر المعارضة بشقيها القومي التركي واليساري الأتاتوركي، أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان يعمل لربط حلّ القضية الكردية بوضع دستور خاص بحزبه (العدالة والتنمية) يحوّل تركيا إلى نظام رئاسي، وبصلاحيات غير مسبوقة، استعداداً لتوليه الرئاسة العام المقبل. وتحذّر من خطورة هذه «الصفقة» التي تتوقع أن تؤدي في النهاية أيضاً إلى الإفراج عن أوجلان، وهو ما نفاه أردوغان علناً. لكن قيادات كردية لفتت إلى أن شعارات عيد «النوروز» هذا العام ستركز على الحلّ السلمي للقضية الكردية والإفراج عن أوجلان، وأكدت أن النواب الأكراد عدلوا عن موقفهم الرافض لتغيير النظام في تركيا، وباتوا يعتبرون أن النظام الرئاسي قد يكون أفضل لدعم الحل وضمانه.