حذرت كوريا الشمالية أمس، من أن صواريخها تطاول الولاياتالمتحدة، ورأت في اتفاق أبرمته سيول وواشنطن لزيادة مدى الصواريخ الكورية الجنوبية، «مؤامرة» لغزوها. وكانت سيول أعلنت الأحد الماضي إبرام اتفاق مع واشنطن يتيح لها زيادة مدى صواريخها الباليستية ثلاث مرات تقريباً (من 300 الى 800 كيلومتر)، لتغطي كلّ أراضي كوريا الشمالية. واعتبرت بيونغيانغ ذلك «نتاج مؤامرة أخرى بين السيد والألعوبة، لشنّ حرب» على الدولة الستالينية. وقال ناطق باسم «لجنة الدفاع الوطني» النافذة في بيونغيانغ: «لا نخفي أن القوات المسلحة الثورية (الكورية الشمالية)، بينها قواته الصاروخية الاستراتيجية، قادرة على ضرب ليس فقط قواعد القوات العميلة وقواعد قوات العدوان الإمبريالي الأميركي في أرض كوريا المنيعة، بل أيضاً في اليابان وغوام (جزيرة أميركية في المحيط الهادئ) وحتى أراضي الولاياتالمتحدة». وأكد ان بيونغيانغ مستعدة لمواجهة أي عدو: «قوة نووية في مقابل قوة نووية، وصاروخ في مقابل صاروخ». وتعتقد وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بأن لدى كوريا الشمالية صاروخاً يبلغ مداه 6700 كيلومتر، يطاول ألاسكا. لكن فشل أحدث اختبارين للصاروخ أثارا شكوكاً حول قدرتها على شنّ هجوم. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن خبراء كوريين جنوبيين أن تهديد كوريا الشمالية ليس سوى «خدعة» جديدة، إذ قال يون دوك مين، وهو أستاذ في الاكاديمية الوطنية للديبلوماسية في سيول: «ليس هناك أي إثبات على نجاح كوريا الشمالية في اختبار صاروخ يطاول الأراضي الاميركية». واعتبر ان بيونغيانغ قد تكون تسعى الى «رفع معنويات جيشها وحشد (الكوريين الشماليين) وراء (زعيمهم الجديد) كيم جونغ أون». ورأى أن «الجيش الكوري الشمالي يعاني تراجعاً في الانضباط، واستياء شعبياً يزداد بسبب تفاقم الأزمة الغذائية بعد الكوارث الطبيعية التي حلّت خلال الصيف»، في إشارة الى الجفاف الذي تلته فيضانات، ما أدى الى ضرب الموسم الزراعي. أما بيك سونغ جو من «المعهد الكوري الجنوبي للتحليلات الدفاعية»، فاعتبر أن الدولة الستالينية «فوجئت» بالاتفاق الصاروخي بين سيول وواشنطن، والذي رأى أنه سيتيح لكوريا الجنوبية شنّ «ضربات وقائية محددة الأهداف إذا دعت الحاجة، ضد القواعد الكورية الشمالية التسع لإطلاق الصواريخ». في غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام كورية جنوبية، أن ثلاثة جنود كوريين شماليين انشقوا وعبروا الحدود التي تخضع لحراسة مشددة من الشمال، ما يشكّل أمراً نادراً ولو أنه تكرر بوتيرة متزايدة، اذ أقدم جندي كوري شمالي الأسبوع الماضي على قتل اثنين من رؤسائه، قبل هربه الى الجنوب. وأشارت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية إلى أن «الاستماع إلى الجنود» الفارين أظهر أن «ثمة تراجعاً خطراً في الانضباط داخل الجيش الكوري الشمالي»، دافع الأساسي الشكوى من الحصص الغذائية. ويعود إلى 2010، آخر فرار لجندي شمالي إلى الجنوب، فيما يرتفع إلى ستة عدد الجنود الذين فرّوا منذ 2002. ومنذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، هرب أكثر من 23500 جندي كوري شمالي إلى الجنوب.