سيول، بكين، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – حذرت بيونغيانغ سيول امس، من انها ستتعرّض لهجوم جديد، اذا أجرت مناورات في الجزيرة التي قصفها الشمال الشهر الماضي. يأتي ذلك بعد إعلان سيول انها ستجري خلال يوم واحد، بين السبت والثلثاء، مناورات مدفعية بالذخيرة الحية في جزيرة «يونبيونغ» التي قصفتها كوريا الشمالية في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص وجرح 18. و «يونبيونغ» جزيرة صغيرة تقع في البحر الاصفر، في منطقة يتنازعها البلدان، وتضمّ قواعد عسكرية وصيادين، وتبعد 11 كلم فقط عن الساحل الكوري الشمالي. وتشير سيول الى ان موعد المناورات، وهي الاولى في هذه الجزيرة منذ قصفتها القوات الشمالية، يعتمد على الطقس وعوامل اخرى، مؤكدة ان التدريبات ستتم، على رغم تهديدات بيونغيانغ التي تدّعي سيادتها على المكان، معتبرة المناورات انتهاكاً لأراضيها. وكانت كوريا الشمالية قصفت الجزيرة، رداً على مناورات مشابهة لسيول، في ما اعتُبر أول هجوم شمالي على أهداف مدنية في الجنوب، منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953). وحذر الجيش الكوري الشمالي من انه «سيشنّ ضربة ثانية وثالثة للدفاع عن النفس مباغتة»، اذا اجرى الجنوب المناورات. وأضاف في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، ان «قوة الضربة ومداها ستكون أضخم من تلك التي جرت في 23 تشرين الثاني» عندما قصفت الدولة الستالينية الجزيرة. واعتبر الشمال المناورات التي سيجريها الجنوب، محاولة «لإنقاذ ماء وجه الجيش الكوري الجنوبي، والذي لقي فشلاً مخزياً» خلال صدام الشهر الماضي. في المقابل، اكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان تهديدات بيونغيانغ لن توقف المناورات التي اعتبرتها جزءاً من تدريبات «روتينية ومبرّرة»، محذرة من انها مستعدة للتعامل مع اي هجوم كوري شمالي. اما الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي فدعا «كوريا الشمالية الى ألا تنظر الى النشاطات الكورية الجنوبية، بوصفها استفزازاً»، فيما أعرب الجنرال جيمس كارترايت مساعد رئيس أركان الجيوش الاميركية عن خشية بلاده من حصول «تفاعلات تسلسلية، اذا رأت فيه كوريا الشمالية فرصة لاغتنامها والردّ على اطلاق النار». في المقابل، أعربت روسيا عن «قلق عميق» إزاء المناورات التي تنوي كوريا الجنوبية تنفيذها، مشددة على «الأهمية القصوى» لتخفيف التوتر بين الكوريتين. وحضّت الخارجية الروسية سيول «على التراجع عن إطلاق نيران المدفعية، لمنع مزيد من تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية». وفي اشارة الى قصف الشمال جزيرة «يونبيونغ»، ذكّرت الوزارة بأن مناورات مشابهة «سبّبت تبادلاً للنار، أسفر عن ضحايا». يأتي هذا التوتر في وقت وصل حاكم ولاية نيو مكسيكو الاميركية بيل ريتشاردسون الى بيونغيانغ، في زيارة تستمر اربعة ايام، محاولاً «تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية». في الوقت ذاته، اعلنت السفارة الاميركية في بكين ان جيمس ستاينبرغ مساعد وزيرة الخارجية الاميركية أجرى مع مستشار الدولة الصيني داي بينغوو «مناقشات مفيدة» في شأن شبه الجزيرة الكورية.