تزدان الأيام حين تتقاطع فيها محطات تجدد الذكرى، وتؤكد المسيرة، وتبعث في النفوس روح البناء. الأربعاء القادم، تحل الذكرى ال8 لأمر سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، رقم: أ/ 255، وتاريخ 26 رمضان عام 1438، المبني على تأييد الأغلبية العظمى من هيئة البيعة، التي بلغت نسبتها 91.18%، باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليًا للعهد، والدعوة لمبايعة سموه، بقصر الصفا، بمكة المكرمة، والتي مثلت الانطلاقة العظيمة نحو مرحلة تحولات كبرى، جعلت من المملكة أنموذجًا متجددًا في شتى المجالات؛ وفي كل عام، نستحضر نحن السعوديين والسعوديات، من مختلف الأعمار والمستويات هذا اليوم، لا كذكرى عابرة، بل كمحطة للتأمل في منجزات سنوات قليلة بأثر عميق، بين رؤية طموح تحولت لواقع ملموس، وإصلاحات وضعت وطننا في مصاف الدول المتقدمة، بهمم لا يمكن أن تنكسر، وآمال لا تعرف الحدود. الخميس التالي ال27 من مارس، تتجدد الذكرى السنوية لقرار مجلس الوزراء رقم: 783، وتاريخ 9 رمضان عام 1445، ب«تحديد اليوم ال27 من مارس من كل عام يوما رسميا لمبادرة السعودية الخضراء» الذي لم يكن مجرد إعلان، بل تأكيد لاهتمام القيادة الرشيدة بدعم القضايا البيئية محليا ودوليا، وتعزيز لنهج المملكة في قيادة الحقبة الخضراء، ومواصلة جهودها المستمرة في حماية البيئة، ورفع مستوى جودة الحياة، لضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، من خلال إطلاق أكثر من 80 مبادرة تعمل على تحقيق أهداف السعودية الخضراء، من أهمها مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر. أما الأحد القادم، فسيحل العيد غالبًا فلكيًا، حيث تتجدد الأفراح، وتزدان القلوب بالسكينة، وتظهر العلاقات الاجتماعية في وهج جديد، يؤكد أن العيد في جوهره ليس مجرد احتفاء، بل هو تجديد للصلات، وإعادة ترتيب للأولويات، وفرصة للشكر على نعم المنعم سبحانه وتعالى؛ وكما أن العيد يتجدد كل عام، فكذلك تتجدد مسيرة الوطن، بين ولاءٍ راسخ، ورؤية تتسع، وفرحة تمتد. المناسبات السابقة المتتالية، فرصة كبيرة لتجديد الولاء لقيادة جعلت من التجديد سمةً للوطن، ومن الطموح منهجًا ثابتًا، ومن العمل المستمر نهجًا لبناء المستقبل، وهنا أخص ذكرى البيعة المباركة، وما نعيشه من منجزات عظيمة، وضعتنا في قلب المشهد العالمي، ورفعت سقف التطلعات لأبعد مدى؛ وبهذه المناسبة العطرة، والمناسبات المصاحبات، أرفع أسمى آيات التهنئة إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد، وإلى السعوديين الصادقين المخلصين، سائلًا المولى تعالى أن يعيد علينا هذه الأيام، والوطن يزداد رفعةً ومجدًا، وأن يجعل العيد عيد خير وبركة وسعادة على الجميع؛ وأختم مقالي بأنه عندما تجتمع المحطات والذكريات والمناسبات، فإن المشهد، لا شك، يبدو مبهرا، وملخصه بكل وضوح: قيادة تمضي بثقة، ووطن يزرع مستقبله، ومجتمع يحتفل بحاضره، وكل ذلك في مسيرة لا تعرف التوقف، حيث التغيير ليس مجرد شعار، بل حقيقة تُرى وتُعاش، ويظل الوطن بفضل ربي ماضيا في دروب التطور، محققا الطموحات.. خواتيم مباركة، وأعمال متقبلة، وعيد سعيد يا رب.