بينما واصلت الولاياتالمتحدة موجة من الغارات الجوية المركزة على مواقع للحوثيين في اليمن، يؤكد تقرير أمريكي أن لدى الرئيس ترامب فرصة لإنهاء التهديد الحوثي بطريقة تحاكي ما قام به تجاه تنظيم داعش الإرهابي. ودخلت الغارات الجوية الأمريكية التي تستهدف مواقع جماعة الحوثيين يومها التاسع، أمس الأحد، حيث استهدفت مواقع في محافظات صعدة ومأرب والحديدة والجوف، وتأتي الغارات في سياق التصعيد العسكري الذي بدأته الولاياتالمتحدة ضد الجماعة المتمردة 15 مارس الجاري، ردًا على استمرار تهديدها للملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية، عبر استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أمس، أن الضربات العسكرية التي تشنها الولاياتالمتحدة على الحوثيين أودت حتى الآن بحياة قيادات كبيرة من الحوثيين، منهم كبير خبراء الصواريخ في الجماعة. وتستهدف الضربات الأمريكية، التي شملت منصات لإطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة في مناطق استراتيجية، تقويض البنية التسليحية للميليشيا الحوثية التي طالما شكلت خطرًا على الملاحة الدولية. ويُظهر هذا النهج الدقيق في اختيار الأهداف حرص القوات الأمريكية على تقليل القدرات العسكرية للمتمردين، وبالتالي حماية ممرات الشحن البحري الحيوية التي تعتمد عليها التجارة العالمية. ودفعت هجمات جماعة الحوثيين اليمنية، ضد السفن المارة في خليج عدنوالبحر الأحمر، منذ نوفمبر 2023، بزعم التضامن مع الفلسطينيين في غزة، شركات الشحن العالمية الكبرى إلى إيقاف عملياتها في قناة السويس المصرية، ما تسبب في تراجع إيرادات القناة إلى ما يزيد على 60%، حسب تقديرات رسمية، بينما تمتلك إسرائيل مؤانئ كبرى على ساحل البحر المتوسط مثل حيفا وإشدود (إسدود)، ما يجعل تضررها من استهدافات الحوثيين محدودًا للغاية مقارنة بمصر. ووفقًا للبيت الأبيض، هاجم الحوثيون سفنًا أمريكية 174 مرة، وسفنًا تجارية 145 مرة منذ عام 2023. ومن المتوقع أن تتواصل الغارات في الأيام القادمة، في ظل تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي تشير إلى تكثيف العمليات لتحقيق نتائج استراتيجية تؤمن حماية الممرات البحرية وتخفف من المخاطر التي تهدد التجارة العالمية.