قال نشطاء إن ميانمار أصدرت عفواً عن أكثر من 500 سجين، في عفو شمل 80 معارضاً سياسيا على الأقل في خطوة من الممكن أن تعزز العلاقات الآخذة في النمو مع الولاياتالمتحدة. ولم يوضح الخبر الذي بثه التلفزيون الحكومي الاثنين ما إذا كان هناك أي سجناء سياسيين من بين 514 شخصاً أطلق سراحهم، لكن جماعتين للنشطاء تتابعان شؤون المعارضين المسجونين في ميانمار أكدتا إن العفو الرئاسي شمل أكثر من 80 منهم. وقال بو كي الأمين العام لرابطة مساعدة السجناء السياسيين التي تتخذ من تايلاند مقراً لها، إن 88 سجيناً سياسياً أو ربما أكثر أفرج عنهم. وقال با ميو ثين من مجموعة حرية السجناء السياسيين إن عدد المعارضين المفرج عنهم هو 84 منهم 24 راهباً بوذياً. ويمثل توقيت العفو أهمية نظراً إلى صدوره قبل زيارة يقوم بها الرئيس الإصلاحي لميانمار ثين سين للولايات المتحدة والذي سيتوجه إلى نيويورك في 24 الجاري، لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية إن مسؤولين أميركيين سيلتقون بالجنرال السابق رئيس المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد على هامش الاجتماع. ودعت الولاياتالمتحدة مراراً للإفراج عمن تبقى من السجناء السياسيين كشرط مسبق لتقديم مساعدات اقتصادية بما في ذلك التخفيف من حظر على استيراد المنتجات المصنوعة في ميانمار والذي فرض قبل سنوات رداً على انتهاكات حقوق الإنسان التي كانت ترتكب خلال عهد المجلس العسكري الذي حكم البلاد بين عامي 1962 و2011. ورفع الاتحاد الأوروبي القيود التي فرضها على صادرات ميانمار الاثنين، ما أتاح لها الانضمام إلى مبادرة «كل شيء عدا السلاح» التجارية التي تمنح الدول الفقيرة القدرة على الوصول إلى الأسواق الأوروبية دون حصص أو رسوم. وفي واشنطن كان رد فعل وزارة الخارجية الأمريكية حذراً لأنباء العفو. وقالت ناطقة باسم الوزارة طلبت عدم نشر اسمها: «نتابع تطورات الإفراج عن السجناء عن كثب وسنعمل بحذر للتحقق مما إذا كان قد تم الإفراج عن أي سجناء سياسيين. ما زالت الولاياتالمتحدة تدعو إلى الإفراج الفوري غير المشروط عن كل السجناء السياسيين». تزامن ذلك مع وصول زعيمة المعارضة البورمية النائب اونغ سان سو تشي الاثنين إلى الولاياتالمتحدة في زيارة تستمر ثلاثة أسابيع وهي الأولى لها إلى هذا البلد الذي قدم لها دعماً مطلقاً، منذ أن رفعت عنها الإقامة الجبرية عام 2010. وتنتظر واشنطن بترقب شديد زيارة اونغ سان سو تشي الزعيمة المعارضة للسلطات العسكرية، للولايات المتحدة التي تساندها منذ سنوات طويلة وستخصها باستقبال حار. وستشارك سو تشي التي انتخبت في البرلمان في نيسان (أبريل) الماضي بعدما قضت القسم الأكبر من العقدين الماضيين في الإقامة الجبرية، في حوالى مئة حدث وتظاهرة في واشنطن وعدد من الجامعات. واستقبلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زعيمة المعارضة البورمية. وقالت كلينتون لاونغ سان سو تشي في مستهل محادثاتهما في وزارة الخارجية الأميركية: «هناك حماسة كبيرة لتمكنك من المجيء فعلاً».