تكالبت الظروف عليهم، وعزلهم الفقر عن مجتمعهم، وبالتالي بات الحزن رفيقاً لهم لا يكاد يفارقهم إلا وقت النوم. هذا هو حال أسرة مكونة من 11 فرداً، تعيش الخوف من مصير مجهول ينتظر معيلة الأسرة، المهددة بدخول السجن بسبب تراكم الديون.لا تتوقف مآسي هذه الأسرة عند هذا الحد، فالأبناء يعانون من الأمراض، ما جعل والدتهم في حيرة من أمرها بعد أن رفض والدهم مساعدتهم، ووضعها بين خيارين إما أن تحرم من أبنائها العشرة، أو تتحمل الشقاء والعناء من أجلهم. بصوت خافت يملأه الحزن، تقول أم خالد إنه صدر تعميم عليها من قبل البحث الجنائي في شرطة الرياض، بسبب دين لا يتجاوز 50 ألف ريال»، متسائلة: «ماذا أفعل وثلاثة من أبنائي مرضى أولهم مصاب بالسرطان والثاني بالصم والثالث لديه انحناء في العمود الفقري، وهو لا يستطيع الجلوس أكثر من ساعتين». ولا تستطيع أم خالد إخفاء عوزها وقلة حيلتها، خصوصاً بعد أن رفضت وزارة الشؤون الاجتماعية مساعدتها من طريق الضمان، إذ طالبوها بتجديد البحث الذي لا تستطيع عمله بسبب التعميم الصادر من البحث الجنائي، وهي الآن تعتمد في شكل مطلق على بعض الصدقات المتقطعة، خصوصاً بعد أن رفضت الجمعيات الخيرية مساعدتها، بحجة عدم انطباق الشروط عليها. وتضيف أم خالد: «لا يتخيل أحد مدى الرعب الذي أعيش فيه طوال اليوم، خوفاً من دخول السجن»، موضحة: «لا أخاف على نفسي بقدر خوفي على أبنائي من الضياع بعدي، فمن سوف يكون مسؤولاً عن بناتي الثلاث وأبنائي السبعة؟». ما يقلق أم خالد هذه الأيام هو تهديدها بالطرد من المنزل الشعبي الذي يضمها مع أبنائها، فهي لم تستطع دفع الإيجار، «أرى الفقر يحاصرني في كل مكان، وأخشى أن تكون نهايتنا معه في الشارع، صدقوني لا أتحمل فكرة أن يتشرد أبنائي، وقد عانوا الكثير ولا يريدون سوى حياة كريمة تشعرهم بالاطمئنان على مستقبلهم».