«لندن 2012 كلاكيت ثاني مرة»... لكنها دورة بارالمبية تنظّم من 29 آب (أغسطس) وحتى 9 أيلول (سبتمبر) المقبل. منافسات واحتفالات وتوقّع نجاح وتميّز في ظل مشاركة وفود من 166 بلداً (حوالى 4200 رياضية ورياضي) وهو رقم قياسي. وسيتابع مجريات الألعاب 2،5 مليون متفرّج، علماً بأن أكثر من 2،2 مليون تذكرة بيعت حتى الآن (بيعت 1،8 مليون تذكرة في الدورة السابقة التي خاضها 3951 رياضية ورياضياً، 850 ألف تذكرة عام 2004 في أثينا و1،2 مليون تذكرة عام 2000 في سيدني)، وهو الرقم الأعلى أيضاً في تاريخ الدورات البارالمبية، وهناك بريطانيون كثر لم يتمكنوا من الحصول على تذاكر ل«لندن 2012» أقبلوا على شراء التذاكر البارالمبية. كما سيحضر المناسبة حوالى 4 بلايين عبر الشاشة الصغيرة. كما سيبث الموقع الإلكتروني للجنة البارالمبية الدولية 780 ساعة نقل مباشر مع تعليق باللغتين الإنكليزية والإسبانية. المشهد لن يختلف الا باستبدال الحلقات الخمس بالألوان البارالمبية الثلاثة: الأخضر والأحمر والأزرق، في بلد يقدّم الكثير للمعوقين وذوي الحاجات الخاصة، حتى إن الحكومة السابقة برئاسة طوني بلير ضمت الكفيف ديفيد بلانكيت وزيراً للداخلية. وينتظر أن تفتتح الملكة إليزابيت الألعاب على غرار إعلانها إنطلاق دورة «لندن 2012»، علماً بأن خمساً من بنات عمها كن يعالجن سراً في مستشفى للأمراض النفسية والعصبية عام 1941، وطبعاً وحينذاك كان «التستر» على «المعوقين» عادة اجتماعية. قرب العاصمة البريطانية، وتحديداً في مستشفى ستوك مندفيل، أطلق الدكتور لودفيك غوتمان فكرة مباراة في كرة سلة على كراسي متحركة لجرحى الحرب العالمية الثانية. وعام 1948 كانت شرارة الألعاب العالمية لمبتوري الأطراف، التي أوحت لتنظيم الألعاب البارالمبية الأولى عقب دورة روما الأولمبية عام 1960. وفي ال«بارالمبية 2012» سعي بريطاني للتميّز على غرار «لندن 2012»، إذ حصدت البعثة 65 ميدالية بينها 29 ذهبية، وحلت ثالثة خلف الولاياتالمتحدة والصين. وعموماً تحتل البلدان الثلاث مع أوكرانيا الصدارة البارالمبية العالمية، وخلفها أستراليا وجنوب أفريقيا وكندا وروسيا والبرازيل التي ستحتضن مدينتها ريو دي جانيرو النسخة المقبلة سنة 2016. وكانت الصين تصدّرت ألعاب بكين البارالمبية عام 2008 بحصدها 211 ميدالية بينها 89 ذهبية. ولا شك أن نجم الألعاب سيكون الجنوب أفريقي المبتور الساقين أوسكار بيستوريوس، الذي يستخدم الأنصال للجري، وهو أول عداء يخوض الأولمبياد العادي والدورة البارالمبية، وكان شارك مع منتخب بلاده في نهائي سباق البدل 4 مرات 400م، كما بلغ نصف نهائي سباق ال400م في «لندن 2012». ستقام ألعاب ال«بارالمبياد» في 15 موقعاً، منها ستاد ستراتفورد ومضمار الدراجات والمجمّع المائي وايتون مانور (9 ملاعب للتنس) وويمبلدون وغرينويس ووايت هال. وستوزّع في الألعاب 503 ذهبيات في 20 رياضة نظراً لاعتماد فئات عدة في كل لعبة، فمثلاً هناك 15 نهائياً لسباق ال100م. وستشهد المنافسات إجراء 1250 فحصاً للمنشطات (25 في المئة أكثر مما أجري عام 2008). أما مركز قطع غيار الأطراف الاصطناعية ومستلزماتها فسيوفر 15 ألف قطعة. وسيتناوب على حمل الشعلة البارالمبية 580 شخصاً على مدى 24 ساعة انطلاقاً من ستوك مندفيل إلى إستاد ستراتفورد. عموماً، ستصادف منافسات ال«بارلمبياد» وموعد العودة إلى المدارس، ما قد يتسبب بزحمة وإرباك في النقل العام وحركة السير. علماً بأن العاصمة البريطانية لم تتخلّص بعد من «كابوس» النقل الذي رافق «لندن 2012»، وشكّل «العلامة السوداء» الوحيدة ربما في الأولمبياد الصيفي ال30.