دعت القاهرة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى وقف «مفتوح» للنار واستئناف المفاوضات غير المباشرة، في وقت أكد الرئيس محمود عباس عقب لقائه نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أن البحث تطرق إلى معالم الحل النهائي، وأن جولته الأخيرة في المنطقة كانت تهدف إلى بلورة رؤية تقدم للأميركيين في شأن هذا الحل النهائي. (للمزيد) على خط موازٍ، قال ديبلوماسي أوروبي إن المشاورات في نيويورك تكثفت في شأن الخطة الأوروبية لوقف النار في غزة، والتي تتضمن حظر إرسال الأسلحة إلى قطاع غزة في مقابل رفع الحصار وعودة السلطة إلى القطاع ونشر مراقبين دوليين. وأوضح أن الخطة «تناقش على نطاق واسع مع الولاياتالمتحدةوالأردن والسلطة وإسرائيل وبقية الأطراف المعنية، وهي تحظى بدعم الأمانة العامة للأمم المتحدة»، لكنه أوضح أن الاقتراح «لم يصل إلى مرحلة تقديمه كمشروع قرار في مجلس الأمن، لأننا نريد التمهيد لذلك من خلال المشاورات الثنائية التي نجريها»، كما لم يؤكد هل تدعمه واشنطن. وفي القاهرة، أعلنت وزارة الخارجية في بيان أنها «تدعو الأطراف المعنية إلى قبول وقف للنار غير محدد المدة، واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة» بهدف التوصل إلى «اتفاق على القضايا المطروحة، بما يحقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني ويحقق مصالحه ويصون حقوقه المشروعة». ورحب الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري بأي مبادرات تضمن تحقيق المطالب الفلسطينية، كما رحب القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش بالعودة إلى مفاوضات القاهرة لتنفيذ مطالب المقاومة. من جانبه، كشف عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه تشاور مع المسؤولين المصريين في شأن الحل النهائي، وقال: «اتفقنا مع السيسي على معالم هذا الحل، وكيف يكون، وكيف يطرح مع بقية الأطراف من أجل الوصول إلى هذا الحل بأقصى سرعة ممكنة، لأن أي مضيعة الوقت هو إضاعة للقضية كلها». وأشار إلى أن جولته الحالية، التي شملت أيضاً الأردن وقطر، تهدف إلى «بلورة الرؤية التي سنتحدث فيها بشكل واضح مع الأميركيين». وعن التوقيع على الاتفاقات الدولية، قال: «بدأنا بتفعيل هذه الاتفاقات، خصوصاً دعوة الأطراف السامية المعنية في جنيف، وهي 193 دولة، إلى الانعقاد فوراً». وكان عباس طلب من الفصائل التوقيع على وثيقة في شأن الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية قبل بدء إجراءات الانضمام. وردّت «حماس» بإبلاغ عباس موافقتها على انضمام فلسطين إلى عضوية محكمة الجنايات الدولية، فيما أبلغته حركة «الجهاد الإسلامي» تحفظها عن الانضمام إلى هذه المحكمة، خشية استغلالها لملاحقة قادة المقاومة وناشطيها، على حد قول البطش. وأوضح عضو المكتب السياسي ل «حماس» عزت الرشق ل «الحياة»، أن الوثيقة التي وقّعت عليها الحركة هي من «إعداد» عباس، و «تتضمن مطالبته الفصائل بالذهاب إلى المحكمة الجنائية... حتى يتحمل الجميع المسؤولية في حال أي انعكاسات سلبية على أحد الفصائل أو الأشخاص». وأوضح أن الوثيقة «وقعت في الدوحة على هامش اللقاء بين (رئيس المكتب السياسي لحماس خالد) مشعل وعباس». ميدانياً، واصلت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة أمس لليوم السابع والأربعين على التوالي، وارتكبت مجزرة في منزل عائلة أبو دحروج راح ضحيتها 5 مواطنين (رجلان وامرأتان وطفل في الرابعة)، كما أدى القصف إلى انهيار عقار مكون من 12 طبقة في غزة وإصابة 18 غالبيتهم أطفال. وردت فصائل المقاومة بإطلاق عشرات الصواريخ والقذائف على المستوطنات الجنوبية، إضافة إلى صاروخي «إم 75» على مطار بن غوريون بهدف استمرار شل حركة الطيران.