قال مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس ل «الحياة» إن أربعة مراكز حقوقية فلسطينية قررت تشكيل فريق موّحد مهمته توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على قطاع غزة في الثامن من الشهر الماضي. وأضاف يونس أن تشكيل الفريق الموّحد المؤلف من عاملين في «الميزان» والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان، يمثل خطوة مهمة ومتقدمة في إطار رفع مستوى التنسيق بين المراكز الأربعة. وأكد أنها تعبير عن الشعور بالمسؤولية الإنسانية والوطنية والمهنية الملقاة على عاتق هذه المؤسسات واستمرار جهود التنسيق بينها. واعتبر أن جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع غير مسبوقة، ويتطلب توثيقها وملاحقتها تضافر الجهود كافة في عمل منظم وموّحد، مشيراً إلى أن الفريق يعمل حالياً على توفير قاعدة بيانات موّحدة حول جرائم الحرب، استعداداً لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين جنائياً، وتقديمها إلى لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في جلسته المنعقدة الشهر الماضي، عندما تصل إلى القطاع للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية. ودعا الرئيس محمود عباس التوقيع فوراً على ميثاق روما المنشئ لمحكمة الجنايات الدولية كي يتمكّن الشعب الفلسطيني من ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وعدم إفلاتهم من العقاب، في ظل عدم وفاء المجتمع الدولي بالتزامته القانونية والأخلاقية في هذا الشأن. واتهم يونس مجلس الأمن بتوفير غطاء سياسي وقانوني لإسرائيل لارتكاب هذه الجرائم، والتقاعس عن تشكيل محاكم دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ما شجع إسرائيل، ولا يزال، على ارتكاب مزيد من جرائم الحرب وإبقاء الحصار على القطاع. يُشار إلى أن المراكز الأربعة لديها خبرات واسعة وباع طويل في توثيق جرائم الحرب، وتعاونت خلال السنوات الماضية مع جهات دولية عدة في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في عدد من دول العالم بموجب الولاية القضائية. 2044 شهيداً فلسطينياً وقال منسق وحدة البحث الميداني في «الميزان» سمير زقوت ل «الحياة» إن عدد الشهداء الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفع الى 2044، من بينهم 1569 مدنياً، من ضمنهم 484 طفلاً، و280 امرأة، علاوة على 475 من رجال المقاومة من مختلف الفصائل الفلسطينية، من بينهم 100 سقطوا داخل منازلهم أو في أماكن أخرى غير ميدان المعركة. وأضاف زقوت أن عدد المصابين بلغ 10193، من بينهم 3084 طفلاً، و 1970 امرأة. وعزا الارتفاع المفاجئ في عدد الشهداء إلى انتشال جثث من تحت أنقاض المنازل المدمرة، وعمليات البحث والتدقيق في كل المعلومات، ووصول فرق البحث الميداني التابع للمركز إلى كل شهيد، خصوصاً المدنيين، والتأكد من هويته وبياناته. وأوضح أن مدينة خان يونس وضواحيها جنوب القطاع كان لها النصيب الأكبر من عدد الشهداء، إذ بلغ عددهم 592، تليها مدينة غزة 437، ثم رفح 420، ثم شمال القطاع 329، ثم وسطه 266 شهيداً. وأشار إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 155 مجزرة عائلية كان لمدينة رفح النصيب الأكبر منها، إذ ارتكبت قوات الاحتلال مجازر في حق 38 عائلة راح ضحيتها 211 شهيداً، تليها غزة 37 مجزرة استشهد خلالها 183، ثم خان يونس 35 مجزرة راح ضحيتها 198، ويليها شمال القطاع 27 مجزرة راح ضحيتها 114 فرداً، وأخيراً وسط القطاع 18 مجزرة استشهد فيها 94 من أفرادها. ولفت زقوت إلى أن 18 فلسطينياً استشهدوا جراء قصف قوات الاحتلال مركز ايواء في مدرسة ابو حسين التابعة لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، و 11 شهيداً في مركز ايواء في مدرسة (ا) الاعدادية للاجئين التابعة ل»اونروا» في رفح اقصى جنوب القطاع، وعشرة في مدرسة تابعة ل»اونروا» في بلدة بيت حانون شمال القطاع.