كالعادة من كل عام، يستعد المستهلك في شهر رمضان لفك رموز الكلمات المتقاطعة لسوق الخضار وأسعار الخضراوات أفقياً ورأسياً، في الوقت الذي أكد فيه مزارعون أن ارتفاع ثمن الخضراوات في الأيام الأولى شرٌ لابد منه. وتوقع عدد من مزارعي الخرج ارتفاع أسعار الخضراوات بنسبة 60 في المئة في الأيام الأولى من شهر رمضان، وانحسارها بعد بضعة أيام من قدومه، وبينوا أن انكباب المستهلك لشراء كميات كبيرة تفوق حاجته، ورداءة آلية البيع في السوق، وطول مدة حرارة الطقس وشدته مقارنة بالسنة الماضية، وقلة الإنتاجية والأيدي العاملة، وتضاعف سحب المنطقة الغربية لكمياته من الوسطى، كلها أسباب تلعب دوراً رئيسياًَ في ارتفاع الأسعار في الأيام الأولى من رمضان. واتفق المزارعان عبدالله محمد وعلي السبيعي على أن «آلية البيع في السوق رديئة يحكمها البعض من الدلالين الذين لا يتأخرون في المضاربة بالأسعار، ما يسهم في ارتفاعها، وأكبر مثال على ذلك وصول صندوق الخيار سعة 18 كلغم غرة رمضان الماضي إلى 150ريالاً، بينما كان سعره قبلها ببضعة أيام لا يتجاوز ال45 ريالاً. وأكدا أنه «على رغم أن الأمانات نجحت في وضع آلية معينة لتنظيم دخول السوق والخروج منه، إلا أنها لم تفلح في تنظيم آلية البيع داخله، ومع أن كل مجال يتعرض للتطور والتحديث، إلا أن أسواق الخضار في الرياضوالغربية والمنطقة الشرقية لا تزال (مكانك سر)». وأشارا إلى أن الرياض على رغم أنها «تضم بين ثناياها أكبر سوق خضار على مستوى الشرق الأوسط، إلا أن عملية البيع والشراء فيها تتم بعشوائية». وفيما يتعلق بالخسارة، أكدا على «أن تضرر المستهلك من ارتفاع الأسعار مقارنة بالضرر الواقع على المزارع أياً كان من ناحية كلفة الإنتاج، والمدخلات الزراعية والأيدي العاملة والنقل والكمية لا يشكل ربعاً في الألف». وطالبا الجهات المعنية باستحداث شركات متخصصة لعمليات البيع والشراء في السوق أسوة ببقية دول العالم لمصلحة الجميع سواء أكان مستهلكاً أو مزارعاً، وعن طبيعة الخضراوات التي تشتعل أسعارها في الأسبوع الأول من رمضان، ذكرا أنها «الخيار والطماطم والفلفل والفاصوليا والجزر والورقيات». وفيما يتعلق بتغير أسعار الخضراوات بين السنة الماضية والحالية، أرجع آخرون السبب إلى وجود خلل في الإنتاجية وتأخرها تبعا للتقويم الميلادي، إذ إن العام الماضي شهد إنتاج الخضراوات قبل رمضان بعشرة أيام، أما السنة الحالية فلم يظهر إنتاجها بعد حتى هذه الآونة، وقالا: «على رغم أن المنطقة الشمالية بادرت في إنتاج ثمارها لاعتدال أجوائها، وتوافر منتجات محافظات بعينها، إلا أنها لن تغطي حاجة السوق؛ لتضاعف السحب عليها من المنطقة الغربية». وأشارا إلى «أن طبيعة المنتجات التي تصب في سوق المحافظة حالياً، أنها من نتاج بيوت محمية مكيفة وأخرى بلاستيكية لشدة حرارة الصيف، لأن من المتعارف عليه أن البيوت البلاستيكية تنتج في الأيام العادية مابين 14 و 16 صندوقاً، بينما في حرارة الصيف تنتج كل يومين مابين 4 و 6 صناديق فقط». وأوضح محمد علي وهو ممن يملكون بيوتاً محمية: «تنتج المزرعة في اليوم الواحد مابين 70 و 80 صندوقاً، أما إذا تضاعف إنتاجها فيصل 150صندوقاً، حينها نعمد إلى طرح 50 منه في سوق المحافظة، أما 150 فنقوم بطرحه في سوق الرياض، نظراً لأن سوق الخرج لا يتحمل طرح كمية أكثر من ذلك حتى لا يتسبب في خسارة المزارعين وتهوي الأسعار في مقابل تضاعف الكمية. وأشار إلى أنه «قبل أكثر من 10 أيام، بعنا صندوق الخيار سعة 18 كلغم ب60 ريالاً، وقبل ثلاثة أيام ب 45 ريالاً، أما الآن فأصبح سعره 35 ريالاً»، وبرر تباين السعر ما بين ليلة وضحاها بأنه «أحياناً لا يصادف في الوقت الذي نطرح فيه منتجنا في السوق، إنتاج آخر لمزرعة بعينها، ما يجعل سعره يرتفع، بعكس الحال إذا صادف تضاعف كمية المنتج من مزارع عدة، ما يسهم في انخفاض سعره». وعن أسعار الخضراوات في السوق بحسب حديث بائعين إلى «الحياة»، بلغ سعر الطماطم البلدي من البيوت المحمية سعة 6 كلغم 25 ريالاً، في حين بلغ سعر نظيره السوري والتركي 10ريالات سعة 4 كلغم، كما بلغ سعر الكوسة سعة 18 كلغم مابين 40 و35 ريالاً، أما الورقيات، فيزداد عادة سعر ربطة الكراث والكزبرة من 60 هللة إلى ريال واحد، أما البقدونس 100 ربطة فيعادل40 ريالاً لتصل في رمضان سعر الربطتين من الورقيات إلى 3 ريال، كما أكد بائعون استمرار غلاء الفاصوليا في رمضان لانتهاء موسمها وجلب منتجها من الجنوب واليمن، في الوقت الذي لا يكترث فيه العديد من المزارعين بإنتاجها لعدم جدواها اقتصادياً بحسب رأي بعضهم، إذ يبلغ سعرها 35 ريالاً لسعة ال 8 كلغم.