كانت تحلم بذلك منذ سنوات، وها هي أونياكا ريمون الكندية (29 عاما) تحقق ما تجرأت نساء قليلات على القيام به اي الركض امام الثيران الضخمة الهائجة التي تفلت في ازقة بامبلونا الضيقة خلال احتفالات سان فيرمين. تقول هذه المدرّسة التي تقيم في لندن وهي تقف الى جانب مغامرات اخريات عند نهاية السباق الثالث من اصل ثمانية سباقات سنوية تقام في اطار هذه الاحتفالات المعروفة عالميا والاشهر في مجال سباقات الثيران في اسبانيا "لقد صمدت، انا سعيدة جدا كنت في الوقت ذاته مفعمة بالحماس والبهجة وخائفة". قبل سنوات قليلة كان من النادر جدا الوقوع على امرأة بين جموع الرجال التي تهرول في ازقة بامبلونا لمواصلة تقليد يعود الى القرون الوسطى. لكن عدداً متزايداً من النساء، غالبيتهن من خارج اسبانيا، يأيتن لخوض هذه المغامرة القصوى والمشاعر التي يولدها هذا السباق المجنون امام الثيران البالغ وزنها نصف طن، والتي تقطع مسافة 850 مترا وصولا الى حلبات المدينة. وتفيد ارقام البلدية ان 6 % من المشاركين ال20500 في سباقات العام الماضي كانوا من النساء. وتوضح باولا دياث من متحف سباقات الثيران في المدينة "ما من قانون يمنع النساء الهرولة مع الثيران. انها مسألة تقليد. في بامبلونا سابقا كان الرجل يركض ليثبت حبه لامرأته، كان هذا من الاسباب الرئيسية". وتضيف "لكن رويدا رويدا وعلى مر السنين تجرأت المرأة على المشاركة بشجاعة. لا ينظر الى ذلك بعين الرضا اذ ان كسر التقليد امر معقد لكن النساء يتمعتن بالحقوق عينها للركض مثل الرجال" في هذه السباقات. اونياكا لم تشعر في اي لحظة من اللحظات ان وجودها ازعج الرجال المشاركين او انهم خصوها بمعاملة تمييزية. وتري المرأة الشابة التي اصيبت بركلة في الوجه عند سقوط مشاركين ارضا "كل واحد من المشاركين كان يهتم بنفسه. الجميع كان يحاول الصمود والابتعاد عن مسار الثيران الهائجة". وقد اصيب سبعة رجال الاثنين بينهم ثلاثة تلقوا طعنات قرن من فوغادو الثور البالغ وزنه 545 كيلوغراما. اونياكا وصديقاتها الثلاث الجديدات وهن اميركية واسترالية وكندية اخرى، عرفن بذلك بعد انتهاء السباق. قد تعارفت النساء عبر زميلة لهن تدعى جاني مارك وهي مدرسة كندية في الحادية والاربعين تعمل في الصين والتي وجهت نداء عبر فيسبوك. الا انهن التقين للمرة الاولى في بامبلونا. ومنذ اللقاء الاول قررن رواية مغامرتهن في مدونة بعنوان "الفتيات اللواتي يركضن مع الثيران". وتوضح جاني مارك التي قررت قبل عامين ترك كل شيء للانطلاق في حياة جديدة والسفر "نحاول نحن الاربعة ان نشجع نساء اخريات على القيام بامور غير اعتيادية". وتضيف "كوننا نساء لا نشجع على خوض المغامرات والامور القصوى. اما الرجال والفتيان فيدفعون الى ذلك منذ الصغر". ووقد استعدت اونياكا وجاني والاخريات بشكل جيد ووضعن استراتيجية من خلال متابعة السباق الاحد من احدى الشرفات. وتوضح اونياكا "يجب ان نتقن ما نقوم به. اريد ان امثل النساء هذا صحيح لكن اريد ان اختبر حدودي الشخصية". وسبق لها ان شاكرت في مغامرات في النيبال وافريقيا. يقول راين كينغ رئيس الشركة الكندية "سبينز" التي تنظم هذا النوع من الرحلات ان النساء يتحضرن عادة افضل من الرجال. ويضيف على موقع الشركة الالكتروني "هن يعرفن الارقام والمخاطر وما ان يصلن الى بامبلونا نادرا ما يغيرن رأيهن". ويوضح "اما الرجال فيتحدثون كثيرا خلال مرحلة التحضير لكن مع الاقتراب من الهدف او من السباق انا اعتبر ان احتمال ان يتخلى الرجل عن المشاركة اكبر بعشر مرات من الاحتمال لدى المرأة".