أشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما بالانتخابات الليبية بوصفها «علامة فارقة في تحول ليبيا الديموقراطي خلال فترة ما بعد القذافي» وتعهد بأن تعمل الولاياتالمتحدة كشريك لكنه حذر من انه «ما زالت توجد تحديات صعبة في المستقبل». وقال اوباما في بيان بعدما اقترع الليبيون في صناديق الاقتراع ما اعتبر على نطاق واسع «انهاء للتراث الاستبدادي لمعمر القذافي، «بعد اكثر من 40 عاماً كانت ليبيا فيها في قبضة ديكتاتور تؤكد الانتخابات التاريخية ان مستقبل ليبيا في يد الشعب الليبي». وعلى رغم الأجواء العاصفة في ليبيا منذ اسقاط القذافي العام الماضي أوضح اوباما انه يعتبر احدث فصل سياسي في ليبيا دفاعاً عن قراره المشاركة في هجوم جوي لحلف الاطلسي ساعد قوات الثوار على هزيمة قوات القذافي. واختار اوباما الذي يخوض معركة لاعادة انتخابه في تشرين الثاني (نوفمبر) استراتيجية حذرة تجنبت قيام الجيش الاميركي بدور مهيمن وواجه انتقادات من معارضيه الجمهوريين في الداخل بسبب ما وصفوه «القيادة من الخلف». وقال اوباما ان «الولاياتالمتحدة فخورة بالدور الذي لعبناه في دعم الثورة الليبية وحماية الشعب الليبي ونتطلع الى العمل بشكل وثيق مع ليبيا الجديدة بما في ذلك المؤتمر المنتخب والزعماء الجدد لليبيا. وقال: «سنكون كلنا شركاء في الوقت الذي يعمل فيه الشعب الليبي على بناء مؤسسات مفتوحة وشفافة وبسط الامن وسيادة القانون واتاحة الفرص وتشجيع الوحدة والمصالحة الوطنية». وأضاف: «ما زالت توجد تحديات صعبة في المستقبل وهناك حاجة لاستكمال التصويت في بعض المناطق». وفي روما وصفت ايطاليا الانتخابات الليبية بأنها «منعطف حاسم»، مؤكدة ان الامر يتعلق بمرحلة مصيرية في هذا البلد نحو ارساء الديموقراطية. وقال وزير الخارجية جوليو تيرزي في بيان ان الانتخابات التشريعية «تشكل منعطفاً حاسماً في تاريخ البلاد ومرحلة مصيرية نحو ترسيخ العملية الديموقراطية». وقال تيرزي «على رغم اعمال عنف متفرقة اثبت الليبيون من خلال التوجه بأعداد كبيرة الى صناديق الاقتراع بأنهم يؤمنون بقوة بالديموقراطية»، مشدداً على «مشاركة النساء المرتفعة». وتشجع ايطاليا، دولة الاستعمار السابقة، الليبيين على ترسيخ مؤسساتهم الديموقراطية وسلوك طريق النمو الاقتصادي والاجتماعي عبر التعهد الذي قطع في اعلان طرابلس في كانون الثاني (يناير) الماضي. ووقعت روماوطرابلس مطلع 2012 «اعلان طرابلس» الذي حل مكان «معاهدة طرابلس» التي وقعها معمر القذافي ورئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني في 2008. وبموجب هذه المعاهدة اصبحت ايطاليا احد الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لليبيا. وفي تونس افادت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان أن الرئيس منصف المرزوقي «عبر» خلال اتصال هاتفي الأحد مع مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا «عن استعداد تونس المطلق لمد يد المساعدة، انطلاقاً من تجربتها التأسيسية، لأشقائها في ليبيا من أجل طي المراحل المتبقية لإعادة بناء المؤسسات الدستورية بالسرعة والنجاح المطلوبين». وأضاف البيان أن المرزوقي «عبر عن مساندة تونس المطلقة للمسار الانتقالي في ليبيا وعن ثقته التامة بأن ليبيا الشقيقة تعبر بنجاح الطريق الى بناء مؤسسات ديموقراطية ممثلة للشعب الليبي ولطموحاته في تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها ثورته المظفرة». وتابع البيان أن المرزوقي «هنأ عبد الجليل والشعب الليبي بالانتخابات التأسيسية التي أجريت السبت في جو اتسم عموماً بالهدوء وبالاقبال المكثف للمواطنين الليبيين على مكاتب الاقتراع». واعتبر عبد الجليل أن «نجاح المسار الانتقالي في ليبيا هو تأكيد لنجاح الثورة التونسية ولإخوة الثورتين التونسية والليبية»، بحسب البيان. من جهة اخرى عبر عبد الجليل بحسب البيان «عن التزام السلطات في ليبيا بتوفير أسس المحاكمة العادلة» للبغدادي المحمودي، آخر رئيس وزراء في عهد العقيد القذافي، «وحماية حرمته الجسدية والمعنوية». وسجن المحمودي تسعة أشهر في تونس التي سلمته في 24 حزيران (يونيو) 2012 إلى ليبيا. وتم تسليم المحمودي بأمر من حمادي الجبالي رئيس الحكومة والأمين العام لحركة النهضة الاسلامية، ومن دون علم المرزوقي ما أثار أزمة سياسية بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. وعبرت تونس في وقت سابق عن قلقها من عدم استقرار الأوضاع الأمنية في ليبيا وانتشار تهريب الاسلحة على الحدود بين البلدين. وفي باريس أشادت فرنسا أمس بالانتخابات التي «كانت جيدة عموماً» في ليبيا، وهنأت الشعب الليبي ب»مشاركته الكثيفة» في عملية الاقتراع بعد ثمانية شهور على انتهاء الثورة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بعد ثمانية شهور على سقوط نظام القذافي، تشيد فرنسا بالانتخابات التي كانت جيدة عموماً في ليبيا على رغم بعض الحوادث». وأضاف المتحدث في بيان «نهنئ الشعب الليبي بمشاركته الكثيفة، فهي تؤكد رغبته في المساهمة بنجاح العملية الانتقالية وطي صفحة سنوات الديكتاتورية ليبني اليوم دولة قانون».