اعطت النتائج الاولية للإنتخابات التشريعية الاولى في عهد ما بعد معمر القذافي، نتائج مغايرة لاتجاهات الناخبين في تونس ومصر وحتى في المغرب، اذ تخلى الليبيون عن اعطاء التيار الديني، و»جماعة الاخوان» الاولوية عند اختيار اعضاء «المؤتمر الوطني العام»، ما أُعتبر خروجا عن «عباءة الاخوان». وفضل الليبيون اختيار عناصر «إئتلاف القوى الوطنية» الليبيرالي الذي تصدر مرشحوه المراكز الاولى في عمليات الفرز في معظم الدوائر الانتخابية خصوصاً في طرابلس وبنغازي. ونقلت «اسوشييتد برس» عن مواطنين ليبيين قولهم «ان الشعب الليبي اختار الاعتدال واعطى اشارات واضحة انه لا يريد ابداً أي حكم متطرف او سلطوي». وأقر محمد صوان زعيم «حزب العدالة والبناء» الاسلامي، المنبثق من تيار «الاخوان المسلمين»، ب»تقدم واضح» في طرابلس وبنغازي للإئتلاف الذي يضم اربعين حزباً صغيراً. وقال فيصل الكريكشي الامين العام للإئتلاف «ان التقارير الاولية تشير الى تقدمنا في معظم الدوائر الانتخابية». ونقلت انباء عن مسؤولين في حزبي «العدالة والبناء» و»الوطن» الإسلاميين قولهم ان الاتجاه العام في نتائج الاقتراع تفيد بأن النتائج ستصب في صالح الإتلاف ومرشحيه. وكان ما يصل الى 1.6 مليون ليبي شاركوا في انتخابات السبت التي جرت بعد تسعة شهور من سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وهي عملية الاقتراع الاولى المباشرة منذ العام 1964. وسيستمر فرز الاصوات حتى مساء اليوم او صباح غد. وقال الكريكشي انه يفضل انتظار صدور النتائج الرسمية عن المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات قبل تقديم مزيد من التوضيحات. وتستند استنتاجات القوتين المتنافستين، الليبرالية والاسلامية، الى «تقارير اولية» من مندوبين يراقبون عمليات فرز الاصوات. واذا تأكدت هذه النتائج ستختلف ليبيا عن جارتيها تونس ومصر اللتين مرت عليهما رياح «الربيع العربي» وفاز فيهما الاسلاميون بالحكم في اول انتخابات تلت انهيار نظامي الحكم فيهما. وتشمل هذه التقديرات الاولى نتائج المقاعد المخصصة للأحزاب السياسية المتنافسة وعددها 80 مقعداً من اصل 200 مقعد. وأعلن رئيس المفوضية العليا للإنتخابات نوري العبار في مؤتمر صحافي ان المفوضية «ليست مسؤولة عن اي تصريح يتعلق باعلان النتائج خارج اطار المفوضية». وردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» تحدث عدد من مراقبي الانتخابات في طرابلس وبنغازي عن فوز «ساحق» لليبراليين في دوائر عدة ومراكز اقتراع بنسب تتجاوز احيانا 90 في المئة، مثل ما جرى في حي ابو سليم الشعبي في العاصمة. واجريت الانتخابات أمس في ثمانية مكاتب فتحت ابوابها من اجمالي 24 مكتباً بقيت مقفلة السبت بسبب اعمال عنف. واشاد المجتمع الدولي بحسن سير الاقتراع. ونوه الاتحاد الاوروبي بانتخابات «تاريخية حقا» في ليبيا لا سيما انها جرت في «اجواء من الحرية» بينما تحدثت لندن عن «مرحلة مهمة» ولحظة «تاريخية» لهذا البلد في طريقه الى الحرية. وقدم الرئيس باراك اوباما تهانيه الى الشعب الليبي «على المرحلة المهمة الاخرى في انتقالهم الرائع نحو الديموقراطية». واشادت فرنسا بالانتخابات التي «كانت جيدة عموما»، وهنأت الشعب الليبي ب»مشاركته الكثيفة» في عملية الاقتراع ووصفت ايطاليا الانتخابات بانها «منعطف حاسم». وعرض الرئيس التونسي منصف المرزوقي على مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي المساعدة في «اعادة بناء المؤسسات الدستورية في ليبيا».