عمد مسلحون من انصار الفدرالية في ليبيا الى اغلاق مرافئ نفطية مساء الخميس احتجاجا على توزيع المقاعد في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الذي من المقرر انتخاب اعضائه اليوم، على ما افاد صحافي موجود في المكان ومصادر محلية. وفي رأس لانوف، قال مسؤول عن العمليات في المرفأ النفطي ان "المرفأ مغلق. عمليات ضخ النفط وتعبئته متوقفة". واشار المسؤول تومي شكاري الى ان "مجموعة من 15 شخصا وصلت عند الساعة 21,30 (19,30 تغ) وطلبت منا سلميا ووديا وقف العمليات في المرفأ". وقال مسؤول مرفأ السدرة ان العمل توقف في المرفأ الواقع على مسافة 35 كلم غرب رأس لانوف. وقال طارق الطاهي انه "في الساعة 19,30 (17,30 تغ) حضرت مجموعة من الاشخاص في آلية مجهزة براجمة مضادة للطائرات وطلبت منا وقف انتاج النفط وتحميل سفن الشحن". مناصرة لحزب الحرية والبناء توزع منشورات انتخابية في ميدان الشهداء بطرابلس (ا ف ب) وتابع "اضطررنا لوقف الانتاج" مضيفا ان العمليات توقفت ايضا في مرافئ رأس لانوف والهروج والبريقة شرقا. وكان ابراهيم الجذران احد قادة المحتجين اعلن في وقت سابق ان مجموعته أغلقت ميناء السدرة وتتجه الى ميناء البريقة لاغلاقه. وتقع راس لانوف على بعد 370 كلم غرب بنغازي، ثاني مدن البلاد. وأكد مسؤول عن شركة الخليج العربي للنفط (اجوكو)، اكبر الشركات النفطية في الشرق الليبي، اقفال الميناءين. وكان انصار الفدرالية الذين يطالبون بمزيد من المقاعد في المجلس التأسيسي الذي سينتخب ويضم 200 عضو، دعوا الى مقاطعة الانتخابات وهددوا بنسف العملية الانتخابية. وقاموا الاحد بتخريب مكاتب اللجنة الانتخابية في بنغازي، فيما احرق مجهولون الخميس مستودعا يتضمن مستلزمات انتخابية في اجدابيا الواقعة بين رأس لانوف والبريقة. ويطالب المحتجون "بتوزيع عادل" لمقاعد المؤتمر الوطني العام وينتقدون تخصيص السلطات، بناء على معطيات ديموغرافية، 100 مقعد للغرب و60 مقعدا للشرق و40 مقعدا للجنوب. وقال احد المحتجين عند مركز تفتيش اقاموه قرب مرفأ السدرة "اغلقنا المصب لاننا نريد ان تلبى مطالبنا. انها مسألة توزيع مقاعد". وتشحن عدة شركات نفطية انتاجها من ميناء رأس لانوف، مثل الالمانية فينترشال (70 الف برميل في اليوم) واجوكو (55 الف برميل في اليوم) والحروج (80 الف برميل في اليوم)، بحسب اختصاصيي هذا القطاع. واعلنت السلطات في نهاية ايار/مايو ان انتاج النفط في ليبيا وصل الى 1,55 مليون برميل في اليوم ما يكاد يوازي مستوى الانتاج قبل قيام الثورة في هذا البلد في شباط/فبراير 2011. في تلك الاثناء تعهدت الحكومة الليبية المؤقتة بأن تجرى الانتخابات وفق ما تم التخطيط له،رغم هجمات على مكاتب لجنة الانتخابات في المدن الشرقية. وقال نائب وزير الداخلية عمر الخضراوي أمام حشد في طرابلس: "السبت سيكون اليوم الذي يسعى فيه الليبيون لنيل حقوقهم الديمقراطية". وأضاف:"نحن نرى حماسة وسعادة اليوم بين الليبيين بالانتقال من فترة الثورة إلى عصر (بناء) الدولة". يأتي هذا فيما أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي يوم الخميس رفع درجة الاستعداد إلى الدرجة الكاملة اعتبارا من الامس وحتى يوم الاثنين المقبل لتأمين انتخابات المؤتمر الوطني في جميع الدوائر. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العقيد علي الشيخي ، في تصريح صحافي، إن "رئاسة الأركان العامة تدعو الله بهذه المناسبة أن تتم العملية الانتخابية بكل نجاح وتحقق ما يرغبه الشعب الليبي". ومن المقرر أن يتوجه نحو 7ر2 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع اليوم لانتخاب مؤتمر وطني سيتولى وضع دستور جديد للبلاد،كما سيشكل الحكومة. حقائق عن المرشحين للانتخابات ومن المتوقع ان تتمخض الانتخابات عن تشكيل جمعية وطنية تتسم بالتنوع يتصدرها مستقلون يمثلون المصالح المحلية المتنافسة. وتمثل الانتخابات ايضا اختبارا للاحزاب الاسلامية التي حققت نجاحات في الانتخابات في كل من مصر وتونس بعد انتفاضات الربيع العربي العام الماضي. ومنذ الاطاحة بالقذافي ازدهرت الاحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت محظورة خلال عهده. وفيما يلي بعض من الجماعات الأكثر شهرة في ليبيا.. * تحالف القوى الوطنية.. وهو ائتلاف ينضوي تحت لوائه 65 حزبا ليبراليا ويتزعمه محمود جبريل وهو رئيس وزراء المعارضة خلال الانتفاضة الليبية ودرس العلوم السياسية في الولاياتالمتحدة. اما جبريل نفسه فلا يخوض هذه الانتخابات. * حزب العدالة والبناء.. وهو الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا وأنشيء على نسق جماعة الاخوان المسلمين في مصر. ويتزعم الحزب محمد صوان وهو معتقل سياسي سابق في عهد القذافي. ومن المتوقع ان يتلقى الحزب دفعة معنوية في هذه الانتخابات بعد ان انتخبت مصر الشهر الماضي مرشحا هو عضو قيادي في جماعة الاخوان رئيسا للبلاد لأول مرة. * حزب الوطن.. وهو جماعة اسلامية يتزعمها القيادي الإسلامي عبد الحكيم بلحاج. وكان بلحاج يتزعم من قبل الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة التي تم حلها والتي قامت بتمرد ضد القذافي في تسعينات القرن الماضي. وخاض بلحاج معارك في صفوف حركة طالبان في افغانستان حيث ارتبط بعدد من كبار اعضاء تنظيم القاعدة. الا انه بات بمنأى عن الجماعة المتشددة منذ ذلك الوقت. * الجبهة الوطنية.. وهي مرتبطة بالجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا المنبثقة بدورها عن جماعة الاخوان المسلمين بزعامة المعارض الليبي محمد المقريف. * حزب الاصالة.. وهو جماعة سلفية يتزعمها الشيخ عبد الباسط غويلة. وتقدم الحزب ببعض المرشحات اللائي ظهرن بالنقاب في الملصقات. وترى الجماعة ان الاحزاب السياسية غير اسلامية ويحبذ الاشارة الى نفسه باسم التجمع. * التيار الوطني الوسطي.. يتزعمه علي الترهوني وهو مرشح ليبرالي شغل منصب وزير النفط اثناء الانتفاضة الليبية.