اعلن الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن رصد «توغل روسي» في أوكرانيا ليل الخميس، لكنه لم يصل إلى حد وصفه بأنه «غزو»، بعدما نقلت صحيفتا «ذي غارديان و «دايلي تلغراف» البريطانيتان عن شهود قولهم إن «رتلاً من 23 آلية عسكرية روسية على الأقل عبر الحدود إلى داخل أوكرانيا ليل الخميس». وقال راسموسن في كوبنهاغن: «يؤكد ذلك حقيقة أننا نرى تدفقاً مستمراً للأسلحة والمقاتلين من روسيا الى شرق أوكرانيا، ما يعكس بوضوح استمرار تورط روسيا في زعزعة استقرار الشرق». وصرح وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفشيوس في ختام اجتماع طارئ عقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، بأنه تلقى تقارير عن عبور 70 قطعة عسكرية روسية الحدود إلى أوكرانيا خلال الليل. وأكد مراسلون ميدانيون تحرك مصفحات روسية لنقل الجنود في بلدة كامينسك شاختينسكي بمنطقة روستوف الحدودية، حيث توقفت نحو 300 شاحنة محمّلة مساعدات إنسانية روسية تتضمن أكثر من 1800 طن من الأغذية والأدوية لضحايا المعارك في شرق أوكرانيا، ثم سلوك 10 منها الطريق إلى مركز دونيتسك الحدودي الذي يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو ويبعد 30 كيلومتراً من البلدة الحدودية. أما الناطق باسم الجيش الأوكراني أوليكسي دميتراشكيفسكي، فقال إن «التحركات الروسية داخل أراضي أوكرانيا تحصل يومياً عملياً بهدف استفزازنا. وليل الخميس ليس استثناءً. عبر بعض الآليات المدرعة، ونتحقق من العدد وعدد الأشخاص الذين دخلوا»، علماً بأن كييف والحلف أبديا تخوفهما أخيراً من أن تغزو روسيا شرق أوكرانيا، بعدما حشدت أكثر من 40 ألف جندي قرب الحدود بحجة إجراء تدريبات عسكرية. وكانت المنطقة العسكرية الروسية في الجنوب التي تضم روستوف، أعلنت الثلثاء بدء مناورات لمدة 20 يوماً يشارك فيها أكثر من 3 آلاف عسكري من وحدات النقل وحوالى 750 آلية. وصباح أمس، توجه 41 من عناصر حرس الحدود الأوكرانية و18 من رجال الجمال لتفتيش قافلة المساعدات الإنسانية الروسية المثيرة للجدل على الحاجز الحدودي الروسي في دونيتسك، ثم أعطوا الضوء الأخضر لدخول الشاحنات بلدة ستارولبيلسك الصغيرة التي تبعد 100 كيلومتر من لوغانسك». وأشار مراسلون إلى أن خفر الحدود ورجال الجمارك الأوكرانيين فتحوا بوجود ممثلين عن وزارة الحالات الطارئة الروسية 10 شاحنات إغاثة، ولاحظوا وجود أكياس من الطحين والسكر وزجاجات ماء فيها. وطرحت القافلة الروسية مشكلة منذ أن أرسلت من قاعدة عسكرية روسية بضواحي موسكو الثلثاء الماضي، إذ اشتبهت أوكرانيا ودول غربية في احتمال استخدامها لتغطية تدخل روسي في الشرق، وهو ما وصفته موسكو بأنه «سيناريو عبثي». وأكدت وزارة الخارجية الأوكرانية أن «روسيا هي المسؤولة الوحيدة عن أمن القافلة المساعدات وموظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر المكلفين توزيع المساعدات، إذا عمد الإرهابيون الذين يسيطرون على بعض مقاطعات لوغانسك إلى الاستفزاز». الى ذلك، توجهت ثلاث قوافل مساعدات أوكرانية من العاصمة كييف ومدينتي خاركيف ودنيبروبتروفسك إلى دونيتسك ولوغانسك حاملة 800 طن من المواد الغذائية والمنتجات الصحية. وقالت وزارة الطوارئ الأوكرانية إن هذه القوافل سيتبعها قوافل أخرى في الأيام المقبلة. واعلن الجيش الأوكراني استعادته السيطرة على الطريق التي تربط بين لوغانسك والحدود الروسية و3 بلدات من الانفصاليين ، فيما أحصت سلطات دونيتسك مقتل 11 مدنياً في الساعات ال24 الأخيرة، ما دفع واشنطن الى حض كييف على «ضبط النفس». وأمام زحف الجيش الأوكراني، أعلن أكبر قادة انفصاليي مدينة لوغانسك الروسي إيغور ستريلكوف الذي يعتبر «وزير الدفاع» المتمردين، استقالته بسبب «تغيير المهمة» التي لم يوضح طبيعتها. وكان فاليري بولوتوف، قائد الانفصاليين في لوغانسك، أعلن أول من أمس استقالته من منصبه بسبب إصابته بجروح تعود إلى أيار (مايو). كما استقال «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية ألكسندر بوروداي الأسبوع الماضي».