سقطت قذائف مدفعية للمرة الأولى أمس، قرب وسط مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا. وطاول القصف مقر النيابة العامة وجامعة، ما اسفر عن سقوط قتيلين، فيما اعلنت سلطات المدينة مقتل 74 مدنياً وجرح 116 خلال ثلاثة ايام. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيل قوة عسكرية للقرم. وأكدت سلطات مدينة لوغانسك المجاورة سقوط 22 قتيلاً في قصف بقذائف «هاون» خلال الساعات ال 24 الأخيرة، مشيرة الى تضرر مبانٍ ومتاجر وباصات. في الوقت ذاته، استقال قائد انفصاليي المدينة فاليري بولوتوف بسبب اصابته، وأصبح ثاني انفصالي بارز يستقيل خلال اسبوع بعد الكسندر بوروداي، زعيم متمردي دونيتسك. في غضون ذلك، ارسلت كييف قافلة مساعدات انسانية الى الشرق، تتضمن 15 شاحنة تنقل 240 طناً من المنتجات الأساسية للمدنيين، رداً على شحنة روسية مثيرة للجدل تشمل نحو 300 شاحنة محمّلة 1800 طن من الأغذية والأدوية والمولدات، كانت انطلقت من منطقة روستوف الحدودية صباح امس. واقترحت كييف التي تخشى على غرار حكومات غربية تعزيز موسكو تدخلها في شرق اوكرانيا، عبور هذه القافلة نقطة حدودية قرب لوغانسك، حيث يفتشها رجال الجمارك وحرس الحدود الأوكرانيون وممثلون عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وكانت كييف منعت سابقاً دخول مساعدات روسية، لكنها قبلت اول من امس تولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقل المساعدات وتوزيعها في لوغانسك، المحرومة من المياه والكهرباء منذ نحو اسبوعين. وقال نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية فاليري تشالي: «إذا قررنا تعطيل دخول المساعدات، سيشكل ذلك فخاً لتأجيج النزاع، لذا قبلنا ان تدخِلها قوات لحفظ السلام مع مواكبة مسلحة روسية». وخلال زيارته شبه جزيرة القرم جنوباوكرانيا والتي ضمتها روسيا في آذار (مارس) الماضي، ندد بوتين بالوضع الإنساني الكارثي في شرق اوكرانيا، واصفاً اياه بأنه «فوضى دموية» و»نزاع بين أخوة». وكرر ان موسكو ستفعل ما في امكانها لوقف نزيف الدم في اوكرانيا «في أسرع وقت»، معلناً انه وقّع أمراً بتشكيل قوة عسكرية روسية للقرم، لكنه استدرك ان الوجود العسكري الروسي هناك لن يكون كثيفاً او مكلفاً. وقال بوتين ان روسيا «يجب ألا تعزل نفسها عن العالم، او تقطع علاقاتها مع شركائها الذين لن نسمح بأن يتصرفوا معنا بازدراء»، علماً انه دعا الرئيس الفنلندي ساولي نيينيستو الى بحث ازمة اوكرانيا في سوتشي اليوم. وقال نيينيستو لصحافيين: «لا اريد ان اظهر كوسيط سلام كبير، ولكن من الضروري الآن فتح حوار، إذ نشعر بأننا على شفير حرب باردة». لكن الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن صرح في ريكيافيك بأن طموحات بوتين «تتخطى اوكرانيا لتشمل مناطق حدودية». وزاد: «ضمّت موسكو القرم بطريقة غير شرعية، واضطلعت بدور اساسي في زعزعة استقرار شرق اوكرانيا، كما تقف خلف نزاعات مجمّدة طال امدها في ترانسدنستريا شرق مولدافيا، وإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في جورجيا. وتتمثل مصالح روسيا في هذه النزاعات المزمنة في منع حصول مزيد من التكامل الأورو - اطلسي مع هذه الدول، وإنشاء دائرة نفوذ في جوارها القريب».