انطلقت مباريات كأس العرب في الطائف «المأنوس»، بمواجهة المنتخب السعودي مع نظيره الكويتي، وانتهت المواجهة بفضيحة ل«الإزيرق»، بعد تلقي مرماه أربعة أهداف «خضراء» نظيفة. فرحنا بفوز الأخضر، ولكن أصابنا الحزن ولم تكتمل فرحتنا بعد أن استفقنا مدركين أن البطولة «العربية» التي تقام في ظل «الثورات» العربية، والفوضى العارمة التي تجتاح الدول العربية من حولنا هي بطولة تحصيل «حاصل»، مثلها مثل «بطولة الخليج» التي أصبحت تقام أخيراً في أوقات غير مناسبة وغير منتظمة، نظراً إلى عدم اعتمادها رسمياً في «فيفا». سألني زميل كان بجواري عندما كنا نشاهد المباراة في أحد المطاعم بجدة، هل أقيمت هذه البطولة لكي يفوز بها «الأخضر»، ويهدأ الشارع الرياضي الغاضب؟ نظرت إليه، ورفعت حاجبيّ إلى السماء متعجباً، ثم جاءنا خبر سرقة «القرود» لملابس المنتخب الفلسطيني «المنكوب»، فضحكنا جميعاً ونسينا الموضوع. كأس أوروبا... كذبت يا تشافي عجزت أن أستمتع بمنافسات كأس أمم أوروبا هذا العام التي تقام في أوكرانيا وبولندا، إذ لم أشاهد في هذه البطولة تلك المنافسات المحتدمة والمباريات المشوقة التي اعتدنا عليها في بطولات سابقة، ربما لأن اللاعبين منهكون بعد موسم كروي قاسٍ وتنافسي جداً وطويل مع أنديتهم، خصوصاً أندية المراكز الأولى التي تلعب بطولات عدة، وتحارب على جبهات مختلفة طوال العام، ومن الطبيعي أن يصاب لاعبوها بالاستنزاف. وربما أيضاً لأن المنتخبات الأوروبية لم تعد جميعها كما كانت من حيث القوة والأداء، منتخب إيرلندا مثلاً كان لقمة سائغة، وكذلك كان المنتخب الهولندي حملاً وديعاً، ومثله البولندي الذي لم يسعفه اللعب على أرضه وبين جمهوره وكذلك السويد. ولم نستمتع سوى بمستويات ألمانيا الباهرة وإسبانيا الساحرة، وبقية المنتخبات كانت ما بين وبين. أخيراً نقول للاعب الإسباني تشافي الذي صرح بأن كأس أوروبا أفضل بطولة في العالم، لأن دولة ضعيفة كروياً مثل السعودية لا تلعب بها: كذبت، فبطولتك هذه يا سيد تشافي بها منتخبات أكثر ضعفاً وأقل استعداداً، وليتك تتفرغ للعب كرة القدم وتبتعد عن التصريحات المسيئة. صيف رياضي ساخن جداً على غير المعتاد، يأتي هذا الصيف حافلاً بالبطولات الرياضية بأشكالها وألعابها ومنافساتها كافة، أخيراً شاهدنا بطولة التنس للمحترفين «رولاند غاروس» في باريس، التي انتهت بفوز «الماتادور» الإسباني رافييل نادال، وشاهدنا بطولة السلة الأميركية للمحترفين «إن بي أيه»، التي انتهت بفوز «ميامي هيت» بقيادة عملاق السلة الجديد «ليبرون جيمس»، الذي أبدع وأعاد للأذهان إبداعات عمالقة كرة السلة في التاريخ، من أمثال مايكل جوردن وكريم عبدالجبار وماجيك جونسون وشكيل أونيل وكوبي براين. ثم بدأنا مشاهدة كأس أمم أوروبا وكأس العرب لكرة القدم، وأخيراً سنستمتع بمشاهدة دورة البطولات العالمية «الألعاب الأولمبية» في لندن، التي وعد أبناء «الملكة إليزابيث الثانية» أن تكون الأكثر إبهاراً وألقاً وإمتاعاً، ولا ننسَ بطولات «ويمبلدون» و«أميركا المفتوحة» للتنس وغيرها من البطولات الساخنة الأخرى، لذلك استأذنت الزميل العزيز رئيس القسم الرياضي بصحيفة «الحياة» الغراء منصور الجبرتي، أن أقطع إجازتي الكتابية السنوية المعتادة وأستمر كاتباً أسبوعياً رياضياً من مقر إقامتي في الولاياتالمتحدة الأميركية، لأستمر طوال إجازة الصيف في متابعة الأحداث الساخنة التي تزيد حرارة الصيف اشتعالها. وتمنياتي للجميع بإجازة صيف ممتعة وقراءة «مهضومة». [email protected] hishamkaaki@