تصاعدت أمس التظاهرات المناهضة للحكومة السودانية في أحياء متفرقة في مدن ولاية الخرطوم الثلاث لليوم السابع على التوالي، وامتدت إلى بعض الولايات. وطالب المتظاهرون بالغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات واسقاط الحكومة ونددوا بالغلاء وتفشي الفساد، في حين قالت هيئة علماء السودان إنها رفضت طلباً من السلطة بتهدئة الشارع عبر خطب الجمعة. وخرج متظاهرون في أحياء ودنوباوي في أم درمان، والأملاك في الخرطوم بحري، والديم والصحافة والكلاكلة في جنوبالخرطوم. كما حصلت احتجاجات محدودة في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ومدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومنطقة مايرنو في ولاية سنارفي بوسط البلاد. وبدا لافتاً أن مجموعات شبابية ونشطاء عملوا على حشد الشباب للمشاركة في التظاهرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي روّجت لما أطلقت عليه إسم «جمعة الكتاحة» وتعني في اللهجة السودانية العاصفة الترابية. وترمي الخطة إلى إخراج تظاهرات في مناطق متفرقة وسط الأحياء السكنية لتجنب مواجهة شرطة مكافحة الشغب والأمن وارهاق السلطة وتشتيت جهودها. لكن لوحظ غياب القوى السياسية عن هذه التحركات الشبابية. وأغلق متظاهرون طرقاً عدة بحرق إطارات السيارات. وذكرت حركة «قرفنا» الشبابية المعارضة في تقرير إن تظاهرات خرجت صباحاً في مدينة سنار بوسط البلاد وفي مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر وكوستي في ولاية النيل الأبيض المتاخمة للجنوب. واستجابة إلى نداءات الناشطين تحركت جموع المصلين من مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في ود نوباوي معقل طائفة الأنصار التي يستند عليها حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي عقب صلاة الجمعة مباشرة، لكن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة بعض المتظاهرين نُقل بعضهم إلى مستشفى أم درمان. وكُسرت رجل شاب حاول القفز من سيارة الشرطة بعد اعتقاله. وانتفض مواطنو حيي الديم والسجانة في جنوبالخرطوم عصر أمس في تظاهرات حاشدة غالبية المشارطين فيها من الشباب والنساء. وأغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية باطارات السيارات المحترقة، لكن الشرطة تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقهم. كما خرجت مجموعات شبابية في مدينة النيل وامبدة في أم درمان ورددوا شعارات مناهضة للحكومة وتدعو الى اسقاط النظام منها «الشعب جائع والنظام فاسد» و «لا لا للإلغاء ،لا لا للجوع» و «فلتسقط عصابة الحكم». وخرجت أيضاً تظاهرات من 3 مساجد في ضاحية الكلالة جنوب العاصمة الخرطوم وسط انتشار أمني كثيف. وتفرق المتظاهرون بعدما حالت الشرطة دون وصولهم إلى الطريق الرئيسية. وقالت هيئة علماء السودان إنها رفضت طلباً من مسؤولين في الحكومة، خلال اجتماع معهم أول من أمس، يدعو إلى مساهمة خطباء الهيئة في تهدئة الشارع الغاضب على «خطة التقشف» عبر منابر الجمعة. وأكدت الهيئة أنها «لو وافقت على الخطوة ستكون هيئة علماء السلطان». وقال رئيس لجنة الفتوى في الهيئة عبدالرحمن حسن أحمد حامد، خطيب مسجد الرشيد في شمبات، خلال خطبة صلاة الجمعة أمس، إن الهيئة رفضت رفضاً قاطعاً طلب مسؤولي الحكومة. وأضاف: «كان صعباً علينا الموافقة لأننا من غمار الناس ولا نسكن القصور، ونركب المواصلات ونشتري من الأسواق ونعرف مدى معاناة المواطنين». وانتقد حديث بعض المسؤولين عن عدم رفع أسعار سلعة السكر، وأضاف إنها خلال ساعات تضاعفت واختفت. ويعاني السودان من ارتفاع حاد في التضخم منذ انفصال جنوب السودان قبل نحو عام مستحوذاً على نحو ثلاثة أرباع انتاج البلاد قبل التقسيم من النفط.