خرج طلاب جامعيون سودانيون في تظاهرات معارضة للنظام في الخرطوم الاربعاء لليوم الخامس على التوالي، واطلقت شرطة مكافحة الشغب السودانية الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات لتفريقهم، بحسب شهود عيان. وتاتي التظاهرات التي بدأت السبت وانتشرت في مختلف انحاء العاصمة، وسط تدهور الوضع الاقتصادي والذي اجبر الحكومة على اجراء خفض كبير في النفقات وادى الى ارتفاع كلفة المعيشة. وتجمعت مجموعات من الطلاب في الشوارع المحيطة بجامعة الخرطوم الواقعة قرب نهر النيل الازرق في وسط المدينة، واطلقوا شعارات مثل "يا خرطوم انتفضي انتفضي" و"الشعب يريد تغيير النظام". وردت شرطة مكافحة الشغب باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما ذكر احد الشهود ان رجالا يرتدون الزي المدني ويحملون العصي والسياط، ويرتدي بعضهم الاقنعة، اغلقوا الشارع الواقع امام الحرم الرئيسي للجامعة. وفي كلية اعمال خاصة قريبة من الجامعة، استخدمت شرطة مكافحة الشغب مرة اخرى الغاز المسيل للدموع والهراوات ضد الطلاب المتظاهرين الذي قدر عددهم بنحو مئة، اثناء محاولتهم اغلاق شارع رئيسي وسط العاصمة. وفي ام درمان، تظاهر مئات امام الجامعة الاهلية كما فعلوا الاثنين، ودانوا الارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية ودعوا الى تغيير النظام، بحسب ما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس. وبعد ذلك اطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين. ورد بعضهم برشق الشرطة بالحجارة. وفي حي الثورة في ام درمان، تجمع نحو 200 من المواطنين في الشارع واحرقوا الاطارات ورددوا شعارات تدين الحكومة، بحسب شهود عيان. وتتبنى قوات الامن سياسة عدم التساهل مع المتظاهرين في الايام الاخيرة خصوصا مع التظاهرات التي تجري امام جامعة الخرطوم التي تعد الاقدم في السودان. وكانت التظاهرات التي اندلعت في تلك الجامعة في 1964 ادت الى انتفاضة واسعة اطاحت بالديكتاتورية العسكرية التي كانت تمسك الحكم في ما اصبح يعرف باسم "ثورة اكتوبر". واغلقت الحكومة الجامعة لمدة تزيد على شهرين في وقت سابق هذا العام بعد ان اشتبك الطلاب مع شرطة مكافحة الشغب في اواخر كانون الاول/ديسمبر في اعقاب اعتصام بسبب خلاف حول رسوم دخول الجامعة امتد الى الشوارع المجاورة.