تجددت التظاهرات في مناطق متفرقة من الخرطوم بعد إعلان وزير المال علي محمود أمام البرلمان أمس رفع الدعم عن المحروقات وفرض ضرائب جديدة مما يزيد من الأسعار ويوسّع نطاق الغلاء. وخرج طلاب من جامعة الخرطوم امس لليوم الرابع في تظاهرة توجهت الى وسط العاصمة، ورردوا هتافات مناهضة الحكومة وتدعو إلى اسقاطها وتطالب بالحرية. كما تظاهر طلاب من جامعة أم درمان الأهلية، وجامعة السودان، وعند مدخل جسر يؤدي إلى الخرطوم بحري، ثالث مدن العاصمة الخرطوم. كما امتد الغضب إلى حي الأزهري جنوبالخرطوم. لكن الشرطة تصدت للمتظاهرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات وفرّقت التظاهرات وأوقفت مجموعات من المتظاهرين. وقال حاكم ولاية الخرطوم عبدالرحمن الخضر في مؤتمر صحافي أمس إن الشرطة لم تمنع المتظاهرين من التعبير عن مواقفهم ولكنها لن تسمح لهم بالتخريب وإغلاق الطرق لإعاقة حركة السير. وشهد السودان ارتفاعا في أسعار الغذاء وتراجعا في قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام، واقتطع ذلك نحو ثلاثة ارباع انتاج البلاد من النفط الذي يلعب دورا حيويا في الاقتصاد. وكان الرئيس عمر حسن البشير اعلن الاثنين ان الحكومة ستلغي تدريجيا الدعم عن الوقود وتقلص عدد موظفي القطاع العام وتزيد الضرائب على السلع الاستهلاكية والبنوك والواردات لسد العجز في الميزانية. وأعربت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان عن قلق الولاياتالمتحدة العميق ازاء قمع السلطات السودانية التظاهرات السلمية في الخرطوم خلال الأيام الثلاثة الماضية، وطالبتها باحترام حرية التعبير والتجمع السلمي حتى يتمكن المواطنون من التعبير عن مظالمهم. كما أعربت فيكتوريا عن قلقها ازاء زيادة الرقابة المسبقة على الصحف المستقلة خلال الاسابيع الماضية. وطالبت الخرطوم باحترام حرية التعبير والعاملين في الصحافة. إلى ذلك تحدث تقرير رسمي عن تحركات عسكرية تقودها قوات الجيش الجنوبي للسيطرة على ست مناطق سودانية تدّعي حكومة جنوب السودان أنها محل نزاع مع الخرطوم. وذكر التقرير أن قوات تحالف «الجبهة الثورية السودانية» التي تتألف من متمردي دارفور و «الحركة الشعبية – الشمال» تدعم هذه التحركات للجيش الجنوبي والتي تتزامن مع تظاهرات تحرّكها المعارضة في الخرطوم لإطاحة حكم الرئيس عمر البشير. وأوضح التقرير أن حكومة جنوب السودان تهدف من وراء العملية لتقوية موقفها التفاوضي خلال المحادثات التي تستأنف اليوم في أديس أبابا برعاية الاتحاد الافريقي من أجل الحصول على تنازلات من الخرطوم أو عبر التحكيم الدولى. وأضاف أن حكومة الجنوب تراجعت عن قرارها طرد حركات دارفور من أراضيها، وطلبت منها العودة إلى الجنوب وشن عمليات عسكرية على مناطق في ولايتي جنوب كردفان وجنوب دارفور.