تجددت حوادث الخطف وإطلاق النار من الجانب السوري على الأراضي اللبنانية، إذ أقدمت أمس قوة من الجيش السوري على خطف اللبناني يحيى محمد الفليطي (من عرسال) خلال وجوده في الأراضي اللبنانية في منطقة حدودية معروفة ب «خلة داود» (شرق لبنان)، بعدما كان مسلحون خطفوا مساء أول من أمس، اللبنانيين محمد ياسين المرعبي ومهدي حمدان في منطقة العبودية الحدودية (شمال). ونقلت ليل أول من أمس، فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر اللبناني من محلة مشاريع القاع ثلاثة جرحى سوريين أحضروا من داخل الأراضي السورية إلى أحد المساجد في محلة المشاريع، وهم: م م (43 سنة )، ز م ح (27 سنة) إلى مستشفى دار الأمل الجامعي لخطورة إصابتهما، ونقل الجريح الثالث م ك ي ج (مواليد 1977) نقل إلى مستشفى طرابلس الحكومي. وتوقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام «تكاثر أعمال الخطف والقتل في الأيام الأخيرة على الحدود مع سورية»، معتبراً أنه «أمر مثير للقلق ومرفوض ويجب بالتالي إجراء التحقيقات اللازمة في الموضوع من الجانبين اللبناني والسوري لتوضيح صورة ما حصل وتفاصيله لمنع تكرار مثل هذه الخروق، علماً أن احترام سيادة لبنان وسورية هو في مصلحة أمن البلدين وسلمهما». ودعا سليمان «السلطات السورية إلى إطلاق الشابين من أبناء العبودية». وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم زار كلاً من الرئيس سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وأطلعهما على الوضع الأمني في شكل عام والمعلومات المتوافرة في شأن الحوادث التي حصلت في الأيام الأخيرة على الحدود مع سورية. واحتج أهالي العبودية على خطف ابنيهما المرعبي وحمدان وأقدموا على قطع الطريق الدولية عند بلدة العبودية وفي بلدة العريضة. ونصب الأهالي خيماً توافدت إليها شخصيات أبرزها النائب معين المرعبي والنائب نضال طعمه، وفاعليات سياسية وحزبية وشعبية. وطالب الجميع «بتعزيز الجيش اللبناني على هذه النقاط الحدودية الساخنة». ولوح الأهالي بتصعيد التحرك في حال لم يفرج عنهما. وإذ أشارت وسائل إعلامية محلية إلى أن المخطوفين هما من الطائفتين السنية والعلوية، تحدثت إحداها عن وساطة يقوم بها رئيس الحزب «العربي الديموقراطي» علي عيد لإطلاقهما. وأخذ نائب «المستقبل» المرعبي على الجيش اللبناني «غيابه عن الحدود لحماية المواطنين الذين يعملون في أراضيهم». وتمنى على سليمان «دعوة مجلس الأمن للاجتماع وإصدار قرار تحت الفصل السابع لنشر قوات أممية على الحدود مع سورية». ولفت غطاس خوري مستشار الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى أن «تدخل الحريري في موضوع إنهاء مسألة المخطوفين اللبنانيين في سورية يأتي في منحى إنساني ووطني للمسألة ولمنع حصول الفتنة في البلاد»، وقال: «لا نهتم كثيراً لموضوع أي فريق أو حزب سياسي ينتمي إليه هؤلاء المخطوفون، فمن حقهم العودة سالمين إلى بلادهم، والرئيس الحريري لم يقصر ببذل الجهد لإطلاقهم وأرسل طائرته إلى تركيا لنقلهم إلى لبنان ولكن الجميع يعلم ما حصل في اللحظات الأخيرة، وما زالت الطائرة موجودة في تركيا، ونأمل أن يطلق سراحهم سريعاً.