قال وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أمس إن هناك «معلومات عن عمليات تهريب أسلحة ودخول عناصر إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية عبر بعض المعابر غير الشرعية في منطقة البقاع، لا سيما في بلدة عرسال الحدودية»، معلنا أن «ضبط هذه العمليات ومنعها مسؤولية الجيش والقوى الأمنية في الدرجة الأولى». وأوضح غصن أنه سيطرح هذه القضية على مجلس الوزراء ويعرض «المعلومات التي في حوزته لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم»، لكن مصادر سياسية رأت أن تسليط الأضواء على بلدة عرسال الحدودية يتم في ظل تزايد عمليات اختراق الجيش السوري للحدود وإطلاقه النار داخل الأراضي اللبنانية، ما أدى الى جرح الكثير من اللبنانيين، قتل أحدهم قبل أيام من آل فليطي، لكن السلطات اللبنانية تتحدث عن أسباب أخرى للوضع الأمني هناك. وقالت مصادر وزارية إن قائد الجيش العماد جان قهوجي كان أخطر رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي بمعلومات من «مصادر أوروبية غربية» عن مواطن لبناني على صلة بتنظيم «القاعدة» في عرسال، وأن الجيش اللبناني حاول توقيفه للتحقيق معه، لكن الأهالي حالوا دون ذلك، فيما قال الأهالي إن الشخص الذي حاول الجيش توقيفه سوري الجنسية مقيم منذ مدة طويلة في البلدة ويعمل فيها ولا يتعاطى السياسة. وتزداد بتصريحات الوزير غصن أمس عن عمليات تهريب، تداعيات الأزمة السورية على الداخل اللبناني، لا سيما مع تركيز السلطات السورية الحصار على مدينة حمص والمناطق المحيطة بها والقريبة من الحدود مع لبنان، في ظل الانقسام السياسي الداخلي في المؤسسات وعلى صعيد الفرقاء السياسيين، حيال التعاطي مع هذه الأزمة. وتنفي قوى المعارضة وجود عمليات تهريب عبر عرسال الى سورية وتشكك بوجود أي عنصر من «القاعدة»، مشيرة الى انتشار الجيش السوري على الحدود للحؤول دون ذلك وتطالب بتولي الحكومة الاتصالات مع السلطات السورية لمنع الاختراقات السورية للحدود في شكل متواصل. وهي كانت اتهمت «حزب الله» بأنه شارك قوى الجيش بالدخول الى البلدة، لكن الحزب نفى ذلك بشدة. وكان الرئيس سليمان أعلن أمس أن المواقف المحلية والإقليمية المرحبة بتوقيع سورية بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية تعكس صوابية الموقف اللبناني الرسمي في الجامعة وفي مجلس الأمن. ورأى السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي أن توقيع سورية بروتوكول التعاون مع الجامعة «خطوة إيجابية جداً وهم لبّوا شروط سورية». وأكد أبادي عدم وجود أي نيات سيئة لدى بلاده تجاه الدول المجاورة. وأشار الى أن «الهدوء في الإقليم يكون عبر تشكيل منظومة أمن إقليمية من دول المنطقة بعيداً من التدخل الأجنبي. ونحن اليوم أمام بداية مرحلة جديدة أبرز ما فيها اختلال التوازن لمصلحة إيران، في مقابل انكفاء المشروع الأميركي - الإسرائيلي».