صدر عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت كتاب «نقد الفلسفة الكانطية» للفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور. وقد قدم للنسخة العربية وترجمها الدكتور حميد لشهب. في غلاف الكتاب نقرأ: إن الهدف الرئيس لترجمة «نقد الفلسفة الكانطية» لشوبنهاور هو فتح نافذة على الفكر الفلسفي لهذا المفكر، الذي لم يصل الساحة الثقافية والفلسفية العربية والإسلامية عنه إلا الشيء القليل، على أمل المساهمة بهذا في تطوير وعينا بالغرب فكراً وفلسفة وعدم التهريج لهذا الفيلسوف عوض الآخر، بل بأخذ مواقف حاسمة مما روّجه ويروّجه الغرب عن العرب والمسلمين. فالأهمية القصوى لشوبنهاوز بالنسبة للعرب تكمن في أمرين متكاملين: هناك من جهة تصديه «للمركزية الأوروبية» ولكل نتائج هذه المركزية على الشعوب والأمم الأخرى. ومن جهة أخرى، هناك تمييزه بين العقل العملي والعقل النظري: الأول هو سبب مآسينا، لأن الغرب يطبق دون هوادة هذا العقل في تعامله معنا، ولأن الغالبية الكبيرة منا لا تعرف ولا تعترف إلا بهذا النوع من العقل، على رغم من حدوده ومخاطره. أما العقل النظري فإنه وضع جانباً في أدبياتنا الفكرية، على رغم أنه موجود في ثقافتنا إن على المستوى العقائدي أو الفكري. وهو الذي بإمكانه مساعدتنا من أجل التنظير إلى فلسفة الحرية، التي نتوق لها في عالمنا العربي الإسلامي الحالي والقضاء على بؤر التوتر بين المذاهب الدينية والقبلية، ما دام المطلوب بناء مواطن عربي «عاقل» ومسؤول وعدم الاكتفاء بمحاولات استيراد أنظمة حكم مؤسسة على العقل العملي الاستعماري، مرة إرضاء المحتل الغاشم ومرة لخداع شعوبنا وهدم أمل «إرادة لا حياة» فيها بمس كرامتها واختياراتها.