«الحياة»، أ ف ب، رويترز - تواصلت أعمال العنف والمواجهات في سورية. وقال ناشطون وشهود إن قوات النظام أطلقت النار على محتجين كانوا ينتظرون لقاء المراقبين الدوليين في دير الزور، ما أدى إلى مقتل اثنين على الأقل. كما قتل خمسة أشخاص في تفجير في حى القابون في دمشق. في موازاة ذلك تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عدد من الانفجارات الشديدة في عدة أحياء بمدن إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وبانياس واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) ودمشق، إلا أنه لم يورد تفاصيل عن طبيعتها. فيما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم في كل من درعا وحماة وإدلب وحمص، وأوضحت أن حي القصور بحمص استهدف بقصف عنيف بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة، بينما هزت انفجارات قوية أعقبها إطلاق للنار مناطق من جبل الزاوية بإدلب. وعن الوضع في دير الزور، قال مسؤول في المعارضة السورية المسلحة إن الشرطة السورية قتلت اثنين من المحتجين أمس عندما فتحت النيران على حشد خرج لاستقبال مراقبي الأممالمتحدة في محافظة دير الزور بشرق البلاد. وأضاف أبو ليلى المسؤول في «الجيش السوري الحر» في حديث هاتفي من دير الزور لرويترز: «بمجرد أن دخلت قافلة الأممالمتحدة البصيرة خرج المئات لاستقبالها. ولم تمر دقائق حتى تعرضوا لإطلاق النيران». وقال: «غادر المراقبون البصيرة على الفور. دعوناهم للعودة لكنهم رفضوا». وأضاف أن قتالاً اندلع بعد ذلك بين قوات النظام والمعارضين المسلحين المتمركزين في البلدة. ولم يرد تأكيد مستقل للواقعة. وقال مصدر آخر من المعارضة في محافظة دير الزور إن القوات الحكومية التي تحاصر البصيرة بدأت في إطلاق مدافع مضادة للطائرات باتجاه البلدة. والبصيرة واحدة من بلدات وقرى كثيرة تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة في دير الزور -وهي محافظة كبيرة تنتج النفط متاخمة لحدود العراق- هاجمتها قوات حكومية مرات عدة في الأشهر الأربعة الماضية لاستعادة السيطرة عليها. وهناك 257 مراقباً غير مسلح من الأممالمتحدة في سورية أرسلوا لتطبيق هدنة أبرمت بوساطة دولية لكنها انتهكت بشكل متكرر من جانب قوات النظام والمعارضة المسلحة على السواء. كما قتل خمسة مواطنين في انفجار عبوة ناسفة في حي القابون في العاصمة دمشق، أحد الأحياء الذي يشهد احتجاجات في شكل مستمر. واقتحمت القوات النظامية منطقة برزة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات فيها. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة مواطنين قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحي القابون، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة انفجرت في حي القابون، ما أسفر عن استشهاد خمسة مدنيين وإصابة آخرين كانوا في موقع انفجار العبوة الناسفة». وقالت وسائل إعلام مملوكة للدولة ونشطاء إن الانفجار حدث في مطعم. وألقى التلفزيون السوري باللوم على «إرهابيين» وأضاف أن القنبلة انفجرت في مطعم وعرض لقطات لمطبخ محترق وغرفة مليئة بالحطام. وفي ريف دمشق، اعتقلت القوات النظامية خمسة مواطنين على الأقل أثناء حملة مداهمات واعتقالات في منطقة سابر. وسمعت فجراً أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مدينة دوما قبل أن تدخل القوات النظامية إلى أحيائها وتنتشر في محيطها، ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات في مدينة حرستا ومحيطها بحثاً عن مطلوبين، اثر الاشتباكات التي دارت بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء في المنطقة. وتشهد مناطق الريف الدمشقي عمليات عسكرية ومداهمات واعتقالات واشتباكات مع منشقين في شكل شبه يومي. وفي ريف حلب (شمال)، نفذت قوات الأمن السوري حملة مداهمات واعتقالات بعد منتصف ليل الاثنين -الثلثاء وفجر أمس في عدد من أحياء المدينة. ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة في بلدة الأتارب في ريف حلب حيث تتركز عمليات القوات النظامية. وأفاد المرصد السوري بأن قوات الأمن السوري نفذت حملة مداهمات واعتقالات في أحياء طريق الباب والميسر والشعار والصاخور وصلاح الدين بمدينة حلب، وأشار إلى أن تظاهرات خرجت فجراً في عدة أحياء بمدينة حلب. وفي إدلب، أصيب مواطنون بجروح اثر إطلاق نار من القوات النظامية السورية في بلدة كفررومة، بحسب المرصد. وأفاد ناشطون أن الجيش يحاول اقتحام البلدة ويشتبك مع عناصر من «الجيش الحر». وزار وفد من المراقبين الدوليين أمس بلدة معرة مصرين في إدلب. وأظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون على الإنترنت مئات المتظاهرين في البلدة يسيرون إلى جانب سيارتين تحملان شعار الأممالمتحدة وهم يهتفون «يلا ارحل يا بشار»، و»أيه والله عن الثورة ما نتخلى». في محافظة حماة (وسط)، تعرضت بلدة اللطامنة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة للقوات النظامية أسفرت عن سقوط جرحى. وقال ناشطون في المكتب الإعلامي للثورة في حماة إن «القوات النظامية معززة بالآليات تحاول اقتحام البلدة وتشتبك مع العناصر المنشقين عنها والموجودين في البلدة». ووقعت اشتباكات محدودة بين القوات النظامية ومنشقين عنها في أحياء المدينة التي سمعت فيها أصوات انفجارات صباحية، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى اقتحام القوات النظامية قرية كوكب في ريف حماة حيث «بدأت حملة مداهمات». ويقول ناشطون في حماة إن عناصر «الجيش الحر» يتوارون في أحياء المدينة من دون أن تكون لهم سيطرة على مناطق بعينها. أما القوات النظامية فتسيطر على المداخل والشوارع الرئيسية وتتجنب دخول الأحياء لا سيما في الليل. وفي ريف درعا (جنوب)، قتل مواطن في بلدة النعيمة فجراً في إطلاق رصاص. إلى ذلك، قالت الوكالة الرسمية إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت أمس تاجر التحف محمد أمين حداد داخل متجره الكائن في الشارع العام في مدينة دير الزور، شرق البلاد». وزادت أن «الجهات المختصة ألقت القبض على الإرهابي عبد القادر النجرس أثناء قيامه بزرع عبوة ناسفة تحت سيارة أحد المواطنين القاطنين في حي الحميدية بمدينة دير الزور». وبلغت حصيلة العنف في سورية أول من أمس حوالى ستين قتيلاً بينهم 31 جندياً و15 منشقاً، بحسب المرصد.