الذي يضم السوق - أحمد الكناني بحديث ملؤه المضض والسخط، إلى أن السوق ستُزال، فالمنطقة، حسب قوله، دخلت في خطة التطوير، وأن أمر إزالتها وشيك جداً. ويستلهم العمدة الكناني في حديثه إلى «الحياة» ذكرياته في الحي القديم الذي يحوي سوق اليمنة والذي كان يلعب فيه مذ أن كان طفلاً منذ ما يقرب من 50 عاماً مضت، واصفاً السوق بأنها قديمة جداً، وتحتكم على تراث وذكريات شعبية لا زالت عالقة في أذهان الكثيرين من سكان جدة القدامى ومن أبناء الجيل الحالي، موضحاً أن إزالتها أصبحت ضرورية فعلاً، لأن حال السوق أصبح يُرثى لها من ناحية المباني المهترئة وعدم التنظيم. ومن مرتادي السوق بانتظام، محمد عبدالرحمن الذي يقبل عليها للشراء من مطاعم الأسماك المتخصصة في إعداد السمك بمذاق له نكهته المتميزة، ويقول: «إن طريقة إعداد السمك هنا مذهلة، وذلك لأن الباعة في مطاعم السوق قدماء ومحترفون، كما أنني أحب التنزه في السوق متى ما أتيحت لي فرصة لذلك، فعدد الزوار الكبير للسوق وطابعها القديم ومعروضاتها جعلت منها موقعاً ممتازاً بالنسبة لي لتزجية بعض الوقت نزهةً ومشياً». أما أبو خالد الذي يقصد السوق متجهاً إلى «معصرة السمسم» لشراء زيتها، فيؤكد أنه لا يطيب له شراؤه إلى من السوق، مرجعاً سبب ذلك لثقته بنظافة المعصرة وجودتها، لأنها معصرة قديمة، ومن يعمل بها معروفون لديه منذ عقود. وعلى رغم الفوضى التي تتسم بها سوق اليمنة، إلا أنها بالنسبة لأبي خالد معلم سياحي لجدة يستحق الاهتمام والعناية والحفاظ عليه، مبدياً أسفه على قرار إزالة السوق.