يصنف العاملون في مجال استخراج زيت السمسم، ضمن الحرفيين الشعبيين، والمعصرة من ضمن أدوات الحرف الشعبية القديمة، ويزرع السمسم أو (الجلجلان) كما يسمى محلياً في منطقة جازان وبارق ومحايل عسير ورجال ألمع، كما يستفاد من زيته بإضافته إلى بعض المأكولات، وله قيمة طبية كبيرة، وقد ابتكر الأجداد آلة بسيطة لعصر السمسم واستخراج زيته. محمد علي أحمد الألمعي (60 عاما) يقول ل«عكاظ» إن المعصرة تتكون من العود والقوس والراكبة والعوارض واللوح والجون، وأضاف أن العسيريين عرفوا زيت السمسم أو بالمسمى المحلي (السليط) منذ القدم، حيث كان يجلب من عدة أماكن كما يعد من أفضل الأغذية على الموائد العسيرية وأشهاها. وأشار إلى أن تلك الحرفة واجهت عزوف المزراعين عن زراعة السمسم لعدة أسباب قد يكون من أهمها الاستغناء بالوظيفة التي تدر المال دونما عناء كثير وأصبح المورد الوحيد للسمسم تقريباً هي جمهورية اليمن الشقيقة، حيث ما زال يزرع بكميات كبيرة. ورغم التطور الكبير في شتى المجالات، ودخول التقنية الحديثة في معظم الصناعات الصغيرة والكبيرة، إلا أن عصر السمسم بقي على طريقته البدائية الأولى عدة سنين إلا أنها استبدلت في الوقت الحاضر بآله تعمل وفق زمن محدد لا يتجاوز 4 ساعات، في وقت أصبحت سفينة الصحراء تتمتع بكامل حريتها. وعن طريقة صاحب المعصرة قال الألمعي: من يعمل في هذه الحرفة يقوم بوضع السمسم داخل المعصرة بعد تنقيته تنقية جيدة وغسله، ثم يقوم بتعصيب عيني الجمل، ليبدأ الدوران في مكانه دون توقف ساحباً خلفه العمود الذي يسمى (القطب) لمدة تزيد على 8 ساعات متواصلة، ثم يضيف قليلا من الماء على السمسم لتسهيل دوران العمود في بادي الأمر، وغالبا فإن الجمل ينطلق في ساعات الصباح الأولى، وبعد 3 ساعات تقريباً يكون الزيت قد عصر من السمسم بكميات كبيرة ويقوم العامل باستخراجها شيئاً فشيئاً، حتى يتأكد من خلو المعصرة من الزيت، وأن بقايا السمسم أصبحت يابسة خالية من الزيت.