قرر مجلس الوزراء اللبناني تطويع أكثر من 11 ألف جندي وضابط في الجيش والأجهزة الأمنية. وقرر تفويض وزير التربية الياس بو صعب متابعة مسألة تصحيح الامتحانات الرسمية. وقال وزير الإعلام رمزي جريج بعد انتهاء الجلسة التي انعقدت برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، إن «الرئيس سلام بدأ كلامه بتوجيه تحيه تقدير واحترام إلى الشهداء العسكريين والمدنيين الذين سقطوا جراء الهجمة التي شنها المسلحون الظلاميون (في عرسال)، مشيداً بالجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية في التصدي لهؤلاء الإرهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططهم الرامي إلى نشر الفوضى وشل قدرة الدولة في هذه المنطقة اللبنانية العزيزة». ونوه سلام «بالتفاف اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم خلف جيشهم وقواهم الأمنية في معركتها المشرفة دفاعا عن السيادة الوطنية». وقال: «إن موقف السلطة السياسية كما عبر عنه مجلس الوزراء بإجماع أعضائه في اجتماعه الاستثنائي الأخير هو داعم بالكامل للقوى المسلحة ورافض لأي تساهل أو تراخ مع من انتهك سيادة لبنان واعتدى على اللبنانيين». وعرض الجهود التي بذلها في الأيام الماضية بالتنسيق مع الوزراء المعنيين ومع قيادة الجيش لإنهاء الوضع الشاذ القائم في عرسال ومنطقتها بتحرير المحتجزين من أفراد الجيش وقوى الأمن الداخلي وانسحاب المسلحين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدة المنكوبة تمهيداً لإعادة الحياة إلى طبيعتها. كما وضع المجتمعين في صورة الاتصالات التي أجراها مع الدول الشقيقة والصديقة لتأمين المستلزمات التي يحتاجها الجيش والقوى الأمنية». وتوقف عند المبادرة الكريمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وتمثلت بتقديم بليون دولار لتسليح الجيش وجميع القوى الأمنية، وقال إنها تعبير جديد عن الموقع الخاص الذي يحتله لبنان في وجدان الملك عبدالله وحرصه الدائم على الوقوف إلى جانبه في الملمات، وتقديم كل ما يؤدي إلى تدعيم ركائز الدولة اللبنانية وتقوية مؤسساتها الشرعية». وأشاد سلام ب «الدور الذي قام به الرئيس سعد الحريري مشكوراً» في هذا الملف، ووصفه بأنه «موقف متقدم يستحق التقدير، لما يعكسه من روح وطنية عالية في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان». وأكد «ضرورة الانكباب بعد انحسار الهجمة على عرسال وتهدئة الأوضاع في داخلها على معالجة جادة للأوضاع الإنسانية والاجتماعية والأمنية في البلدة وفي مخيمات النازحين السوريين وعلى فتح نقاش جدي وهادئ داخل الحكومة حول ما جرى والظروف الأمنية والسياسية التي أحاطت به»، آملاً «التوصل إلى مزيد من التوافقات لتحصين الأمن الوطني وحماية الاستقرار الداخلي ومنع تكرار ما حصل في عرسال». وأشار جريج إلى أنه وبناء لدعوة سلام انضم إلى الاجتماع كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل ومدير فرع المعلومات العميد عماد عثمان. واستمع مجلس الوزراء إلى عرض من قائد الجيش لصورة الوضع الميداني والإنساني في عرسال وجوارها، وما يقوم به الجيش والقوى الأمنية لدحر المسلحين وإعادة الأمن إلى البلدة. وأوضح العماد قهوجي أن المسلحين بدأوا بالانسحاب من عرسال، وأن قوافل الصليب الأحمر والإغاثة الإنسانية بدأت بدخولها اعتباراً من صباح اليوم». وانتقل مجلس الوزراء بعد ذلك إلى مناقشة جدول أعماله واتخذ القرارات اللازمة، وأهمها: «الموافقة على تعديل قرار مجلس الوزراء المتعلق بالتطويع ورفع عدد المتطوعين إلى 4 آلاف في قوى الأمن و500 عنصر في أمن الدولة و500 مفتش ثان و500 مأمور في الأمن العام. والموافقة على تطويع 5 آلاف جندي في الجيش اللبناني، وتطويع 369 تلميذ ضابط في مختلف الأسلاك، و200 تلميذ رتيب في الجيش». وقال جريج إنه بناء لطلب وزير التربية والتعليم العالي وبعد الاستماع إلى عرضه في هذا الشأن، تفويض وزبر التربية متابعة مسألة تصحيح الامتحانات الرسمية سعياً لإنقاذ العام الدراسي من أجل تأمين دخول الطلاب إلى الجامعات واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لذلك بما فيها إعطاء الإفادات». وطلب مجلس الوزراء من وزير التربية إقفال المدارس غير المرخصة أو غير المستوفية الشروط قبل بدء العام الدراسي. على أن يصار إلى تسوية أوضاع الطلاب في تلك المدارس وإحالة الملف على كل من النيابة العامة والتفتيش المركزي». وقبل انتهاء الجلسة، أحاط وزير الداخلية نهاد المشنوق مجلس الوزراء علما بأنه أعد مرسوماً بدعوة الهيئات الناخبة للانتخاب يوم الأحد في 16-11-2014، وللمرة الأولى دعوة غير المقيمين على الأراضي اللبنانية للانتخاب في دولة الكويت في 7-11-2014 وفي دولة أستراليا في سدني وملبورن في 9-11-2014». وكان قائد الجيش أبلغ الصحافيين أثناء مغادرته السراي الكبيرة، أن «الوضع العسكري في عرسال جيد والجيش يسيطر على الأمور». وفي ما خص موضوع الأسرى العسكريين قال: «انهم لم يكونوا في عرسال أصلاً ونقلوا منذ احتجازهم إلى منطقة خارج البلدة». واعتبر وزير الاتصالات بطرس حرب أن «الخروج من الأزمة الحالية يكون بانتخاب رئيس للجمهورية». وقال وزير الداخلية: «الوضع الأمني من أفضل إلى أفضل». واعتبر وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي محمد فنيش، إن «الوسائل التخريبية التي تعبث بأمن عرسال ذاتها هي التي تعبث أيضاً في طرابلس وهذه الأيادي لن تنجح بسبب وحدة الموقف وجاهزية الجيش». سلام اتصل بملك الأردن وأمير قطر وأردوغان الى ذلك، أجرى الرئيس سلام اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبحث معه في العلاقات الثنائية. وجرى عرض الأوضاع في لبنان، وخصوصاً الهجمة الأخيرة التي تعرضت لها بلدة عرسال. وعبر الملك الأردني عن تضامنه مع الشعب والحكومة اللبنانيين، معرباً عن «استعداد المملكة الأردنية الهاشمية لتقديم أي عون يطلب منها لمساعدة لبنان». وكلف وزير خارجيته متابعة الموضوع مع نظيره اللبناني. واتصل سلام بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أكد وقوف بلاده «بجانب لبنان واستعدادها لوضع كل إمكاناتها في خدمة كل ما يؤدي إلى تقوية مؤسساته الشرعية وإعادة الأمن إلى ربوعه وتعزيز استقراره». كما أجرى اتصالاً برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.