اتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «الحكومة العراقية وبعض الدول» بعرقلة تسليح الشعب، وهدد بمحاسبة المقصرين في سقوط قضاء سنجار في يد «داعش»، فيما أمر رئيس الوزراء نوري المالكي القوات الجوية بمساندة «البيشمركة» في حربها على التنظيم. وأرسلت قوات «البيشمركة» الكردية تعزيزات بقيادة منصور بارزاني، نجل رئيس الإقليم، لاستعادة السيطرة على مناطق سنجار وزمار وربيعة الحدودية، إثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش»، وسط نزوح الآلاف من سكانها الإيزيديين، فضلاً عن تفجير مزار شرف الدين الذي يعد من أهم المزارات المقدسة لديهم ويعود تاريخه إلى 700 عام. وأعلن الأمين العام لوزارة «البيشمركة» انها استعادت السيطرة على منطقة وانكي وتعد العدة لتنفيذ هجوم حاسم وواسع على عناصر «داعش». وقال الفريق جبار ياور ان قواته بدأت بالتوجه الى زمار. وقال بارزاني خلال لقائه الزعيم الروحي للديانة الإيزدية بابا شيخ أمس إن «قدر الأكراد كان دائماً أن يكون لهم أعداء وواجهوا مآساة بعد أخرى، لكنهم لم يرضخوا، ونحن سندافع بكل إمكاناتنا عن اخوتنا الايزديين»، وأضاف: «نحن مستمرون في اتصالاتنا مع الأطراف العراقية والدولية لإيجاد حل عاجل للنازحين خصوصاً المحاصرين، والبيشمركة منذ شهرين وبإمكاناتها المتواضعة تدافع عن كردستان، لكن حكومة بغداد والقوى الدولية لم تقدم أي دعم لها لمحاربة الإرهاب، لا بل وقفت ضد حصول الشعب الكردي على السلاح للدفاع عن نفسه»، وأكد «محاسبة كل من قصر في الدفاع عن سنجار». ميدانياً، قال القيادي في تنظيمات نينوى لحزب «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني غياث سورجي في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن «قوات البيشمركة تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية وانه قرب سد الموصل، كما تم إرسال تعزيزات وأسلحة ثقيلة وتم نشرها حول قضاء سنجار وناحية زمار وهي في انتظار ساعة الصفر لشن هجوم لاستعادتها، وكذلك من أجل إنقاذ النازحين المحاصرين في جبل سنجار». وأفادت وسائل إعلام كردية أن البيشمركة «تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية ربيعة بدعم من قوات الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري»، المقرب من حزب العمال. وفي تطور لافت أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا أنه «أصدر أوامر بتقديم الإسناد الجوي لقوات البيشمركة». وهو أول تنسيق من نوعه بين الجانبين منذ سيطرة «داعش» على الموصل في 10 من حزيران (يونيو) الماضي، بسبب الخلافات القائمة بين اربيل وبغداد. وأوضح سورجي «وردتنا معلومات أن المواطنين من الأكراد السوريين على الحدود ارسلوا بعض المساعدات للمحاصرين عبر منفذ وعر بين الجبل والحدود، لكن إذا استمرت أوضاع المحاصرين وأغلبهم من الأطفال والنساء، على هذا النحو ستحصل كارثة إنسانية، فقد توفي منهم أمس نحو 24 شخصاً»، مشيراً إلى أن «العديد من الأسر لم تتمكن من الفرار والخروج من سنجار، واضطرت للبقاء تحت رحمة جرائم داعش، وقد أجبروا على إشهار إسلامهم وبخلافه ستقطع رؤوسهم، كما تم خطف عدد من النساء والفتيات ولا نعرف مصيرهم، ونتوقع أن يكون بعض من كوادرنا وأسرهم قد تعرض إلى القتل بعد أن انقطع الإتصال بهم». وقال العضو الإيزيدي في مجلس محافظة نينوى سيدو جتو حسو ل»الحياة» إن «القتال توقف في سنجار الآن، وبعض الأهالي وقع تحت سيطرة داعش، فيما يعيش النازحون الذين التجأوا إلى المناطق والمجمعات القريبة أوضاعاً مأسوية، والعديد منهم ينامون في العراء، وقدمت بعض المنظمات المحلية مساعدات تبدو شحيحة بالمقارنة مع حجم النازحين». إلى ذلك أكد النائب عن محافظة نينوى حنين قدو، خلال مؤتمر صحافي أمس أن «نحو 500 عائلة إيزيدية محاصرة من قبل داعش في جبل سنجار، ولا يمكن إيصال المساعدات إليهم إلا من طريق الجو». وفي السياق، شددت وزارة الخارجية الأميركية في بيان على أن «اعتداء تنظيم داعش على المناطق الحدودية لإقليم كردستان والتركيز على المدن والقرى المأهولة بالأقليات يبين مرة أخرى أن هذا التنظيم الإرهابي يشكل تهديداً خطراً لجميع العراقيين والمنطقة بأسرها والمجتمع الدولي».