قررت الحكومة الاتحادية في بغداد مساندة إقليم كردستان العراق، الذي يسعى لاستعادة المدن التي انسحب منها وإرسال تعزيزات عسكرية، فيما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أنه نجح في فتح الشريط الحدودي بين محافظتي نينوى ودهوك. وخسرت قوات البشمركة خلال اليومين الماضين أهم مدينتين خاضعتين لسيطرتها في محافظة نينوى والمحاذيتين للإقليم وهما زمار وسنجار التي تقطنها الأقلية الأيزيدية. وأفاد شهود عيان بأن عناصر «داعش» ارتكبوا مجزرة بشرية بحق الشباب الأيزيديين بعد رفضهم طلب المسلحين بإعلان إسلامهم وتغيير ديانتهم والدخول في الإسلام، حيث تم قتل 67 شاباً في مجمع /سيبا / بعد احتجازهم من قبل العناصر المسلحة وسط قضاء سنجار». وشنت قوات البشمركة عملية عسكرية واسعة بمساندة القوة الجوية العراقية بعد أن أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بذلك في أول تنسيق أمني بعد أحداث العاشر من يونيو الماضي. ونشر التنظيم مساء الأحد بياناً بعنوان «غزوة فتح الشريط الحدودي بين ولاية نينوى ومحافظة دهوك» على مواقع جهادية. وقال البيان إن قوات الدولة الإسلامية انطلقت في اتجاه المناطق الشمالية الغربية المحاذية لولاية نينوى الأبية، واقتحمت عديداً من المناطق المهمة التي تسيطر عليها العصابات الكردية والميليشيات العلمانية، وأعرب التنظيم عن الأمل في استكمال احتلال المنطقة بالكامل. وأرسلت حكومة إقليم كردستان تعزيزات عسكرية للمناطق، التي خرجت عن سيطرتها، مؤكدة أن لديها قوات لا تزال تواصل العمليات العسكرية هناك. وقال هلكود حكمت المتحدث باسم وزارة البشمركة للصحافيين إن «قوات البشمركة عززت قواتها وتواصل هجومها في عدة جبهات في سنجار وزمار وربيعة». وبات إقليم كردستان العراق في مرمى نيران تنظيم «داعش» بعد سقوط مدن قاتل للحصول عليها. كما تعرضت قواته التي كانت تحمل صورة القوة التي لا تقهر إلى حرج كبير بعد هذه التطورات. وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية إن «القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أصدر أوامر لقيادتي القوة الجوية وطيران الجيش لإسناد قوات البشمركة ضد عصابات داعش الإرهابية». وهذا أول تنسيق أمني بين بغداد والإقليم، الذي ظل طوال فترة انهيار الجيش العراقي يقف موقف المتفرج وسيطر على مناطق متنازع عليها وعزز وجوده.