وسعت قوات البشمركة الكردية المعركة ضد عناصر الدولة الإسلامية «داعش» في شمال العراق، من خلال التنسيق مع المقاتلين الأكراد في كل من سوريا وتركيا، فيما لا يزال آلاف النازحين الأيزيديين يعانون من ظروف مأساوية. وباشرت القوة الجوية العراقية بتوفير غطاء جوي لقوات البشمركة التي تقاتل في عدة جبهات في شمال وغرب الموصل. وقال هلو بنجوني رئيس تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى أن «مقاتلي حزب العمال الكردستاني (التركي) وصلوا إلى جبال سنجار ويدافعون عن السنجاريين ضد هجمات داعش». وأشار إلى أن مقاتلي هذا الحزب و«غرب كردستان في سوريا لديهم منطقة لمواجهة «داعش» هي ربيعة ومنطقة سنجار». وأضاف «نحن لدينا، محور زمار وباقي المناطق الأخرى شرق وشمال الموصل». وقال مسؤول في حزب العمال الكردستاني إن «مقاتلينا تحركوا من مقرهم في جبال قنديل أمس، وعبروا من محافظة دهوك إلى سوريا». وأضاف أن «المقاتلين وصلوا إلى سنجار بعد أن قام عناصر وحدات حماية الشعب بتأمين الطريق لهم». وأشار إلى أن «هذه القوة الآن تسلمت السيطرة على بعض المراكز والمواقع العسكرية التي كانت عناصر داعش تشغلها». وأعلنت السلطات العراقية أن طائراتها تمكنت من إلقاء 73 طنا من الطعام والمياه إلى النازحين من الهواء. من جانبه، أعلن التنظيم الكردي السوري في بيان «قتل 10 من عناصر «داعش» في عمليتين داخل سنجار وأسر 3 آخرين». وأضاف في البيان أن «عشرات من الشباب الأيزيديين بدأوا الانضمام إليهم، وتشكيل مجموعات لمحاربة داعش». بدوره، قال مسؤول عراقي كردي رفيع المستوى إن عملية تأمين ممر آمن للعائلات المحاصرة من قبل «داعش» في جبل سنجار يتطلب أياما، مؤكدا أن هذه المهمة ليست سهلة. وقال هريم كمال آغا مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في دهوك أن «مقاتلي حزب العمال الكردستاني (التركي) وصلوا إلى الجبل فعلا، والآن يعملون من أجل فتح ممر آمن لمساعدة العائلات النازحة هناك». لكنه أقر بأن «هذا ليس بعمل سهل ويتطلب أياما وتبقى العائلات بحالة مأسوية في هذه المنطقة إلى حين مغادرتها». وفر مئات الآلاف من سكان بلدة سنجار بعد أن انسحبت قوات البشمركة وفرض عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطرتهم على المدينة التي تقطنها هذه الأقلية. وتستضيف سنجار كذلك آلاف المهجرين من الأقلية التركمانية الشيعية الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور قبل نحو شهرين. وكانت الأممالمتحدة حذرت الأحد من مخاوف كبيرة على سلامة آلاف الناس في سنجار ومن «مأساة إنسانية». إلى ذلك، شهدت عدة مناطق مسيحية شرق مدينة الموصل شمال العراق موجة نزوح جماعي إثر تعرضها لعمليات قصف بقذائف الهاون أسفرت عن مقتل شاب على الأقل، بحسب ما أفادت مصادر أمنية كردية ورجل دين مسيحي. وقال مسؤول رفيع في قوات البشمركة الكردية «قتل ضابط برتبة رائد في قوات البشمركة وأصيب 13 آخرون بانفجار سيارة عسكرية من طراز هامر مفخخة يقودها انتحاري استهدف قواتنا في قرية عالية رش التابعة لناحية برطلة الواقعة على بعد 65 كلم شرق محافظة أربيل كبرى مدن إقليم كردستان العراق الشمالي». وأكد رجال دين مسيحيون ومصادر في قوات البشمركة أن المناطق المسيحية الواقعة في شرق وشمال الموصل تعرضت لعمليات قصف منذ عدة أيام. وقال الكاردينال لويس ساكو إن شابا مسيحيا واحدا على الأقل قتل في هذه الهجمات.