قتل خمسة جنود على الأقل وأصيب ثمانية في هجوم لتنظيم «القاعدة» استهدف دورية للجيش في وقت متأخر ليل الأحد- الإثنين في مديرية القطن التابعة لمحافظة حضرموت (شرق) في وقت تظاهر الآلاف في صنعاء ومدن أخرى، احتجاجاً على قرار رفع أسعار الوقود وغداة دعوة أطلقها زعيم الحوثيين في مسعى لتعزيز حضوره السياسي والشعبي. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن دورية الجيش كانت تحرس قافلة من ناقلات تابعة للواء 137 قبل أن تتعرض لمكمن مسلحي»القاعدة» الذين أمطروها بالرصاص وقتلوا خمسة جنود وأصابوا ثمانية آخرين ولاذوا بالفرار. في غضون ذلك، وصلت إلى مدينة سيئون، ثاني أكبر مدينة في محافظة حضرموت، تعزيزات من قوات الاحتياط المرابطة في العاصمة، وسط أنباء عن استعداد الجيش لشن حملة واسعة تستهدف معاقل جديدة للتنظيم وسط المحافظة التي شهدت في الأسابيع الأخيرة نشاطاً متزايداً لمسلحيه. على صعيد آخر، شهدت التظاهرات التي قادها الحوثيون أمس في شوارع صنعاء ومدن أخرى، إجراءات أمنية مشددة شاركت فيها مروحيات الجيش، وردد المشاركون شعارات تطالب بإقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، قبل أن ينسحب منها بعض المكونات السياسية، احتجاجاً على ما اعتبروه «محاولة الحوثيين استغلال تجويع الشعب لتحقيق مصالح سياسية ومخالفتهم أهداف التظاهرة». وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ألقى خطاباً بثه تلفزيون تابع لجماعته مساء الأحد، دعا فيه إلى التظاهر لإجبار الحكومة على التراجع عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية إلى حوالى الضعف في ثالث أيام عيد الفطر، متهماً حزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) بالوقوف وراء القرار. وهدد الحوثي بخطوات أخرى لم يفصح عنها إذا لم ينجح التظاهر السلمي في إسقاط القرار الحكومي، ما اعتبره المراقبون تلويحاً باستخدام «القوة» لإطاحة حكومة الوفاق الوطني التي يتقاسم حقائبها كل من حزب المؤتمر الشعبي وحلفائه (حزب الرئيسين السابق والحالي) وأحزاب «اللقاء المشترك» وشركائهم. ودان مصدر مسؤول في حزب»الإصلاح» التصريحات الحوثية، متهماً زعيم الجماعة بالسعي إلى «الانقلاب على العملية السياسية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، تحت لافتات مزيفة تدعي الحرص على الشعب الذي أثخنته جماعة الحوثي قتلاً وتشريداً ودماراً وتآمراً وإرهاباً». ويسعى الحوثيون الذين يتخذون محافظة صعدة (شمال) معقلاً رئيساً، إلى الحصول على حصة في الحكومة بموجب مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، كما يهدفون إلى توسيع نفوذهم السياسي بعد سيطرتهم أخيراً على محافظة عمران شمال العاصمة والتخلص من أبرز خصومهم القبليين والعسكريين الموالين لحزب»الإصلاح». ويتوقع مراقبون سياسيون أن يمنح الضغط الحوثي الرئيس عبدربه منصور هادي غطاء سياسياً مناسباً لإقالة الحكومة وامتصاص غضب الشارع الناجم عن زيادة أسعار المشتقات النفطية من جهة، وتشكيل حكومة جديدة يشارك فيها الحوثيون و «الحراك الجنوبي» إلى جانب باقي القوى السياسية من جهة أخرى. وكان سفراء مجموعة الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، أصدروا بياناً عشية التظاهرات الحوثية أعلنوا فيه دعمهم دعوة الرئيس هادي إلى المصالحة الوطنية التي أطلقها في خطابه بمناسبة عيد الفطر، كما رحبوا في شكل غير مباشر بقرار الحكومة تحرير أسعار المشتقات النفطية.