قتل جندي يمني على الأقل أمس، خلال عملية سطو في محافظة حضرموت (شرق) تعرضت لها سيارة كانت تنقل مرتبات الجيش، وذلك غداة قتل شرطي في صنعاء برصاص مجهولين يعتقد بأنهما من تنظيم «القاعدة». وفيما يسود التوتر محيط مدينة عمران، شمال العاصمة، بين قوات الجيش والحوثيين، وسط مخاوف من استدراج الجيش إلى مواجهات واسعة، علمت «الحياة» أن لجنة الوساطة الرئاسية توصلت مع الحوثيين إلى تهدئة موقتة وتشكيل لجنة للتحقيق في اشتباكات الأربعاء الماضي. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة»، إن «مسلحين مجهولين يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم «القاعدة» هاجموا أمس سيارة للجيش قرب مدينة تريم وسط وادي حضرموت كانت تنقل رواتب الجنود في معسكر السويري، ما أدى إلى قتل جندي وإصابة آخر، في حين استولى المسلحون على الأموال ولاذوا بالفرار». وجاء الهجوم غداة اغتيال شرطي في صنعاء برصاص مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية في شارع المطار. وعلى صعيد الصراع المستمر بين القوى القبلية والمذهبية في محيط مدينة عمران، شمال العاصمة، توصلت لجنة الوساطة الرئاسية إلى تهدئة مع الحوثيين وتشكيل لجنة للتحقيق في اشتباكات الأربعاء الماضي التي سقط فيها حوالى ستة أشخاص من الجنود والمسلحين. وكانت الاشتباكات اندلعت عند مدخل المدينة الغربي في منطقة قارن، وسيطر الحوثيون على حاجز للجيش وأسروا تسعة جنود، قبل أن يسلموهم أول من أمس إلى اللجنة الرئاسية، في وقت بات أنصارهم يفرضون طوقاً على المدينة من ثلاثة اتجاهات مطالبين بإقالة قائد الجيش في المنطقة والمحافظ ويتهمونهما بالسعي للزج بالجيش في حرب جديدة مع الحوثيين نزولاً عند رغبة حلفائهما المذهبيين والقبليين في حزب الإصلاح (الإخوان). وأكد رئيس اللجنة الرئاسية العميد قائد العنسي، أنها «تمكنت من تهدئة الوضع في المنطقة وتسلمت تسعة جنود احتجزهم الحوثيون بعد سيطرتهم على نقطة قارن الأمنية». وقال في تصريحات رسمية إن «الجهود مستمرة لتثبيت الأمن والاستقرار في محافظة عمران وصولاً إلى إيجاد حلول نهائية لبؤر التوتر القائمة في المحافظة». ويحتشد الإصلاحيون وحلفاؤهم القبليون في المدينة استعداداً لمواجهة وشيكة مع الحوثيين والدفاع عن آخر معاقلهم شمال البلاد، كما يضغطون إعلامياً على الرئيس عبد ربه منصور هادي في صنعاء ليزج بالجيش إلى جانبهم، ويتهمونه تارةً «بالتقصير والتهاون في التصدي لزحف الحوثييين باتجاه صنعاء» وأخرى «بالتواطؤ معهم». ويرفض هادي خيارات القوة في تسوية الصراع السياسي الدائر بين الحوثيين وخصومهم شمال البلاد،مفضلاً الحلول السلمية التي تضمن الحفاظ على مسار العملية الانتقالية وتحول دون العودة بالبلاد إلى مربع الصفر. وشدد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد أمس، خلال اجتماعه في صنعاء مع قادة القوات المسلحة، على «ضرورة العمل للنأي بالقوات المسلحة عن الخلافات والصراعات الحزبية والمناكفات وأن تبقى ملتزمة الحيادية المطلقة». إلا أنه عاد ليؤكد أن» فرض هيبة سلطة الدولة والسيادة والأمن والاستقرار ومنع التعدي على منشآت الدولة ومؤسساتها هو واجب القوات المسلحة والأمن»، وقال أحمد: «لن نسمح لأحد بتجاوز ذلك وسوف نتصدى بقوة وحزم لكل من يحاول التطاول على الدولة ومؤسساتها»، ما اعتبره البعض تهديداً مبطنا للحوثيين إذا حاولوا السيطرة على مدينة عمران بالقوة. وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي شن الجمعة الماضي، في خطاب نقله التلفزيون التابع لجماعته، هجوماً حاداً على حزب الإصلاح وحلفائه، كما دعا إلى مصالحة وطنية وعدم الزج بالجيش في الصراع القائم، متهماً القوى بالتنصل من مبادئ الشراكة الوطنية مع الحوثيين في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.